في الحياة العامة قد يتعرض الإنسان إلى مضايقات أثناء تعامله اليومي مع بعض البشر، الذين قد يستفزونه بالأقوال أو الأفعال الخاطئة، البعيدة عما نصت عليه تعاليم الشريعة الإسلامية السمحة، فالحياة لا تخلو من السلبيين أو المؤذيين، إن صح التعبير، الذين قد نُبتلى بهم في أي لحظة في حياتنا اليومية، فهناك بالفعل قلة من الناس قد نصدم بأساليبهم المستفزة في التعامل معهم، هؤلاء غالباً ما تنصب أهدافهم ورسائلهم حول إثارة الغضب والنكد لأنفسهم، ولغيرهم من دون مبرر يستحق هذا الأمر. العلاج الناجع لهؤلاء هو تجاهلهم، وعدم الاهتمام بما يقولون، أو بما يفتعلون وهذا يعدُ درساً بالغاً لهم ولأمثالهم، فإن الاهتمام بهم والتعامل معهم بالمثل"قد يخلق تأزماً أخلاقياً وأدبياً يؤدي إلى استمرارهم في لغتهم الحوارية الرديئة، وقد يخلق لهم فرصاً أخرى لإثارة الكثير من المشكلات، وهو ما قد يشعرهم بالانتصار ونجاحهم في مهمتهم، خصوصاً عندما يتم التجاوب معهم، وعند الاستسلام لاستفزازاتهم، فالشخصية المستفزة عادة ما تحاول لفت الانتباه إليها بأساليبها العقيمة الخالية من الصدق والمنطق، وتستخدمها دائماً في التحاور مع الآخرين، التي غالباً ما تبنى على الاتهامات الخاوية من الحكمة والعقل، فتلك الشخصية تحاول بشتى الطرق إحباط إيجابية من يتحاور معها لإخراجه عن آداب الكلمة، والحوار الهادف لكي تثبت لنفسها وللآخرين صدق ما تقوله، مستخدمة أساليب التهكم تارة، وربما الشتم والاتهامات الباطلة تارة أخرى، مدعية أنها على صواب دائماً والآخرون هم المخطئون. وللتعامل مع هذه الشخصية المريضة يجب علينا أولاً: أن نمتص غضبنا بتجاهلهم تماماً، كما قلنا سابقاً، وعدم إظهار أي نوع من أنواع الغضب أمامهم، عملاً بقول المولى عز وجل والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس سورة آل عمران الآية"134"، وقول رسول الله"صلى الله عليه وسلم":"من كظم غيظاً وهو يقدر على أن ينفذه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي الحور شاء"، لأن الاستمرار في جدالهم، وحواراتهم العقيمة والرد عليهم بالمثل، يشعرهم بالبهجة، ويتحقق مطلبهم في الإثارة ولفت الأنظار إليهم، وبالتالي نجاح طرق استفزازهم. أحمد محمد مليجي [email protected]