إلى: الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، والأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز، نائب أمير منطقة الرياض. من: مواطن يتطلع إلى قادة يستطيعون امتلاك الطاقة النفسية، القادرة على التغيير ومواجهة إغواء المال والثناء. تاريخكما العلمي والعملي يشفع لكما بالإعجاب والثناء، وتبقى تحديات القدرة على إدارة عاصمة وطننا الغالي، الاختبار الحقيقي للقيادة الفعالة من خلال تمييز الأهداف الرئيسة، والتخطيط للنتائج المحتملة، ومنظومة المهارات المعرفية، واختيار الفريق التنفيذي القادر على استيعاب حجم التحديات وامتلاك المعرفة والإرادة. الانضباط، يمثل البنية الأساسية للسلوك والممارسة العسكرية، وأمامكما في إمارة منطقة الرياض"ساعة الأمير سلمان بن عبدالعزيز"المُحصنة بثقافة الالتزام والانضباط، ولا تزال تلك الساعة نبراس من يعمل في الإمارة، تُوقظ من يتثاءب أو يُفكر في التقاعس والغياب، خصوصاً أن بعض إمارات المناطق تمر بحال من البرود والركود، والوكلاء يتحملون أعباء تصريف الأعمال، وليس بأيديهم حل ولا عقد. تذكرا، أن الانضباط وحده لا يكفي لمواجهة التحديات، ما لم يكن مقروناً ببرنامج عمل يستثمر الوقت، فلم يَعْد يوم العاصمة 24 ساعة، قضى الزحام في الطرقات على ثلثها - والثلث كثير - وعليكما مسؤولية استرداد المواطنين والمقيمين ما فقدوه من ساعاتهم اليومية، وحتى يستطيع الأميران استرداد حقوقنا الوقتية الضائعة في الطرقات والشوارع، لابد لنا من المحافظة على أوقاتهم، وعلينا أن نُقيم وزناً لسياسة الأبواب المفتوحة، فلا نُشغلهم بالمعاريض والمقابلات في كل صغيرة وكبيرة، وتكرار السلام ودعوات المآدب"مع اليقين أنه كلما كانت حقوق الناس محفوظة بأنظمة واضحة وعادلة، تقلصت الهرولة إلى مكاتب المسؤولين. وحتى يستقيم الأمر، نرجو من الأميرين الكريمين أن يدفعا بالتنظيم الإداري الحازم للأمام من خلال تخصيص ساعات محددة في يوم من أيام الأسبوع وخارج أوقات الدوام الرسمية لاستقبال المواطنين تبعاً لسياسة الأبواب المفتوحة، وسنكون سعداء لو رأينا طاقماً من الكوادر الوطنية المؤهلة يتصدر المدخل الرئيس لمبنى الإمارة توكل إليهم مهمة إستقبال المراجعين، وإرشادهم إلى التوجه إلى الجهات ذات الاختصاص، لأن الكثير من القضايا والمطالب التي ترد إلى إمارات المناطق تحال إلى جهات حكومية بطلب الإفادة"فالأولى الذهاب إلى من أوكلت إليه الصلاحية. أيها الأميران الكريمان المؤتمنان على إدارة العاصمة، ترك لكما الراحل الأمير سطام بن عبدالعزيز، رحمه الله، ملفات لثلاثة تحديات يواجهها ملايين المواطنين والمقيمين من سكان الرياض، الاختناقات المرورية في الطرقات والشوارع، والفوضى المرورية، وارتفاع نسبة تلوث الهواء إلى معدلات تنذر بكارثة، فماذا أنتما فاعلان؟ بكل صراحة ووضوح أقول: إذا كنتما ستنتظران ماذا ستفعل وزارة النقل، وماذا ستعتمد وزارة المالية حتى يتم تنفيذ مشروع النقل العام، فستنضمان مع سكان المدينة إلى نادي صبر أيوب، وإذا كنتما سترضيان بما ستصل إليه اللجان القائمة والقاعدة، لاختيار الشركات الفائزة بتنفيذ المشروع، فلربما أصابكما الندم على عدم التدخل والإصرار على إيكال تنفيذ المشروع لشركات عالمية نفذت مشاريع مماثلة بأساليب وتقنيات حديثة. أصدقكما القول، بعدم معرفتي حدود علاقة الإمارة بالإدارة العامة للمرور، وإدارة مرور الرياض على وجه الخصوص"وعلى رغم أنني أرى ضرورة إعادة تنظيم وهيكلة الإدارة العامة للمرور على أسس إقتصادية وإدارية واجتماعية، بدلاً من المفهوم والثقافة الشرطوية"إلا أنه من غير المنطقي في الوقت الراهن ألا تكون إدارة المرور في كل منطقة تابعة للحاكم الإداري إمارات المناطق"وإلا كيف يلام أمير المنطقة على الفوضى المرورية وهو آخر من يعلم بخططها وبرامجها وأساليب إدارتها؟! وبالنسبة لارتفاع نسبة تلوث الهواء في مدينة الرياض إلى معدلات أثرت على الصحة العامة للسكان، فأولى الخطوات الطبيعية التي أراها، أن يتم إنشاء خمس محطات لقياس تلوث الهواء في المدينة، ويمكن أن يكون ذلك بالتنسيق مع الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، ومبادرات من جامعة الملك سعود، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ودعم ومساندة مادية ومعنوية من شركات، أرامكو وسابك والكهرباء، وبعدها تُتخذ إجراءات عملية للتخلص من مصادر الانبعاثات والتلوث. أمامكما أيها الأميران الكريمان، أمانة مدينة الرياض، التي تحولت من جراء المدرسة البيروقراطية إلى أمانة خطابات، صادر ووارد، تُخلي مسؤوليتها بتحرير خطابات، الإشارة والإلحاق والتعقيب، المهندسون قابعون في مكاتبهم، الجميع يبحث عن المناصب، وتركوا الأعمال الميدانية لمن"هب ودب"من الوافدين! وأمامكما، وفقكما الله، الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، التي أصبحت جهازاً مترهلاً يحتاج إلى قيادات وكفاءات لديها القدرة والإرادة لتنشيط الرؤية وحلحلة مواطن الضعف"لأن مدينة الرياض تحتاج إلى فكر إداري وتخطيطي جديد، وبرنامج دقيق لمتابعة تنفيذ المشاريع. في ختام رسالتي أقول: سيكون سكان الرياض من مواطنين ومقيمين في غاية السرور والسعادة عندما يشاهدون أمير الرياض ونائبه وهما يمارسان أعمالاً ميدانية لتفقد المشاريع، وحركة المرور، ويخرجان في الصباح الباكر للطريق الدائري الشرقي والشمالي، وطريق الملك فهد، وطريق مكة، ليشهدا حركة المركبات التي تحولت إلى سلاحف حديدية! وسنكون سعداء لو شعرنا أن الأمير ونائبه يشاطرون سكان الرياض العناء من أجل وضع حلول لقسوة وتلوث وزحام المدينة، ولجوء الناس مجبرين إلى ما يُسمى بالاستراحات، وتفريغ الشباب لطاقاتهم بالتفحيط في شوارع المدينة، والأسباب أيها الأميران الكريمان، أن الاهتمام انصب على الحديد والأسمنت والحجر، وأهمل نزوع الطبيعة البشرية للترفيه، والاستمتاع بالمرافق المفقودة. أمنياتي الطيبة لكما بالتوفيق والسداد، وأن يُسطر سكان الرياض وزائروها اسمي خالد، وتركي، في سجل الحاضر، ويرصده التاريخ للأجيال المقبلة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. * كاتب سعودي. [email protected]