أسفرت غارة جوية شنها سلاح الجو الفرنسي في جمهورية مالي غرب أفريقيا عن مقتل زعيم فرع تنظيم القاعدة في السودان الذي يسمي نفسه"قاعدة الجهاد في أرض النيلين". وذكر موقع"لونغ وور جورنال"الأميركي الذي يتابع مجريات الحرب على الإرهاب أن موقع مؤسسة"سايت أنتيليجنس غروب"حصل على بيان نشر أمس في مواقع"جهادية"يعلن مقتل أبو حازم السوداني الذي وصف بأنه"جاهد"أكثر من 20 عاماً في أفغانستان والفيليبين والشيشان والسودان. ونقل الموقع عن مسؤول استخباري أميركي القول إن أبو حازم السوداني هو قائد فرع"القاعدة"في السودان. وذكر أن الرجل الذي يصفه أتباعه ب"المجاهد الشيخ"توجه إلى مالي لتعضيد قوات"تنظيم القاعدة"في بلاد المغرب الإسلامي منذ بدء العملية العسكرية التي شنتها فرنسا لإنهاء سيطرة الإسلاميين على شمال مالي. وقال البيان الذي نشرته المواقع"الجهادية"إن أبو حازم السوداني"أريق دمه من جراء القصف الذي شنه الفرنسيون في الحملة الصليبية الأخيرة في مالي". لكنه لم يذكر على وجه التحديد مكاناً ولا زماناً للغارة التي أسفرت عن تصفية زعيم"قاعدة"السودان. وكانت فرنسا تدخلت في مالي في كانون الثاني يناير الماضي بشن هجمات برية وغارات جوية على المتمردين الإسلاميين من تنظيمي"أنصار الدين"و"حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا"، بعدما هدّدت قواتهما بالزحف جنوباً واحتلال العاصمة باماكو. وطبقاً لبيان الجهاديين المشار إليه، فإن أبو حازم السوداني"قاتل ومارس الدعوة، وقام بالتدريب في عدد من المسارح الجهادية خلال العقود الأربعة الماضية، وقضى بضعاً وعشرين سنة في الهجرة والجهاد والدفاع والأسر. وقاتل ضد السوفيات في أفغانستان وفي أدغال الفيليبين وعلى تخوم الشيشان، وجاب أرجاء السودان كله، شمالاً وجنوباً، وكان حاضراً في دارفور". وأضاف:"تخرج على يديه مجاهدون وشهداء وفرسان غوانتانامو وشهداء العراق والصومال الذين يشهدون له". كما أشار البيان إلى أن سلطات جهاز الأمن السوداني احتجزته مراراً، وأن عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي إيه حققوا معه مرة واحدة،"كلما خرج من السجن كان أشد قوة وعزماً". وكانت السلطات في باماكو أعلنت في تشرين الأول أكتوبر 2012 أن مئات المقاتلين الأجانب وصلوا إلى مدينتي تمبكتو وغاو شمال البلاد. وأشارت مجلة"لونغ وور جورنال"أمس إلى أن تقارير أفادت بأن أكثر من 150 إسلامياً سودانياً وصلوا إلى تمبكتو وحدها. وأشارت"لونغ وور جورنال"أمس إلى أن للسودان تاريخاً طويلاً في استضافة"تنظيم القاعدة"، ومساندة الجهاد الذي يشنه في المنطقة والعالم. واستضافت الخرطوم في وقت سابق زعيمي"القاعدة"السابق أسامة بن لادن والحالي أيمن الظواهري، وسمحت ل"القاعدة"بإقامة معسكرات لتدريب مقاتليها. وكان تنظيم"قاعدة الجهاد في أرض النيلين"أعلن الشهر الماضي عن تدشين فرعه في جامعة الخرطوم التي تعد أعرق مؤسسات التعليم العالي في البلاد.