شن مقاتلو «حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا» أمس، هجمات استهدفت وسط مدينة غاو شمال شرقي مالي ومنفَذيها الشمالي والجنوبي، وتصدى لها جنود ماليون وفرنسيون وآخرون من النيجر باستخدام الأسلحة الثقيلة. كما شهدت كيدال (أقصى شمال شرق) تفجير سيارة مفخخة على بُعد 500 متر من معسكر يتمركز فيه جنود فرنسيون وتشاديون، ما أدى إلى مقتل شخص وجرح آخر. وغداة خطف مسلحين يشتبه في انتمائهم إلى جماعة «بوكو حرام» النيجيرية، 7 أفراد من عائلة فرنسية شمال الكاميرون ونقلهم إلى نيجيريا، وصلت قوات خاصة فرنسية إلى شمال الكاميرون للمساعدة في العثور على الأسرة، فيما نفت وزارة الخارجية الفرنسية معلومات عن العثور على الرهائن في منطقة ديكوا بولاية بورنو شمال نيجيريا، والتي تبعد حوالى مئة كيلومتر عن الحدود مع الكاميرون. وخطف العائلة أول عملية تستهدف فرنسيين منذ بدء الحملة العسكرية لباريس في مالي منتصف كانون الثاني (يناير) الماضي. وإثر استخدام الجيشين المالي والفرنسي المدفعية الثقيلة والأسلحة الآلية لمواجهة الإسلاميين الذين تمركزوا في مكتب رئيس البلدية وسط غاو بعد تسللهم من قرى مجاورة، قال الناطق باسم «التوحيد والجهاد» أبو وليد الصحراوي: «إذا كان العدو أقوى فسنتراجع، ثم نعود في شكل أقوى حتى تحرير المدينة» التي انسحب منها التنظيم في 26 كانون الثاني. وعند المدخلين الشمالي والجنوبي لغاو، أردى جنود من النيجر 3 إسلاميين، فيما تحدث شهود عن سماعهم إطلاق نار وانفجارات لساعات في أنحاء من المدينة التي شهدت في العاشر من الشهر الجاري حرب شوارع أسفرت عن سقوط 5 قتلى و17 جريحاً. في غضون ذلك، أمِل رئيس الوزراء المالي ديانغو سيسوكو بإطلاق حوار مع سكان شمال البلاد وبينهم الطوارق بدءاً من آذار (مارس) المقبل، علماً أن متمردي الطوارق في «حركة أزواد الإسلامية» و «الحركة الوطنية لتحرير أزواد» أعلنوا دعمهم للحملة الفرنسية، لكنهم رفضوا دخول أي جندي مالي أو أفريقي مناطق كيدال خشية ارتكاب تجاوزات. وقال سيسوكو لصحيفة «لوموند» الفرنسية: «لن نقبل بأي مجموعة مسلحة في البلاد، ولن نناقش أي تشكيك في العلمانية. كذلك، ليس وارداً الحديث عن فيديرالية أو أي تقسيم لمالي». في الخرطوم، أكدت مصادر مطلعة معلومات بثتها مواقع تتابع «الحرب على الإرهاب»، عن مقتل زعيم تنظيم «جماعة الكتاب والسنّة» القريبة من تنظيم «القاعدة»، ويدعى «أبو حازم»، في غارة فرنسية في مالي الأسبوع الماضي، لكنها نفت وجود فرع ل «القاعدة» في السودان. وأوضحت المصادر أن «ابو حازم» الذي «جاهد أكثر من 20 سنة في أفغانستان والشيشان والسودان» قاد حوالى 200 سوداني قاتلوا إلى جانب الجماعات الإسلامية في مالي.