من الأمور المحيرة لي في ما أتابعه في بعض وسائل الإعلام الرياضي، سواء كان ذلك من خلال مقالات لكتاب معروفين، أو رؤية لمحرر أو مراسل، ما يتناوله هؤلاء البعض من تعليقات على قرارات أو بيانات صادرة من اتحاد كرة القدم، أو لجانه المختلفة. وما يجعلني في حيرة من أمري، غير مستوعب لما يهدف إليه هؤلاء الزملاء، خصوصاً إذا كان هذا القرار يصبّ في مصلحة الحدث الذي من أجله خرج هذا القرار، كما أشار بيان اتحاد كرة القدم الأخير، الخاص بإسناد تحكيم مباراة نهائي كأس ولي العهد إلى طاقم تحكيم أجنبي. ولعلي هنا أُشيد ببيان الاتحاد وقراره، وأرى أنه جاء متوافقاً مع ما تقتضيه ظروف المباراة كما جاء في سياق البيان، الذي أكد في البداية ثقته بالحكم السعودي، واصفاً إياه بأنه يملك كفاءة وقدرة وخبرة. ما أثار استغرابي ودهشتي، أن الناديين المعنيين بالأمر لم يعلقا، ولم يعترضا، وإنما من اعترض هو الإعلام، وهذه إحدى مساوئ الإعلام الرياضي، الذي تحول من موجّه وناقد، إلى"ناقم"على كل قرار، حتى وإن كان القرار سليماً! وبما أنني لست عضواً في اتحاد كرة القدم، ولست المتحدث الرسمي، ولا تربطني أية صفة عملية بهذا الاتحاد، حتى لا يقال بأن ما أكتبه هو إملاء من أطراف أخرى، وما أكثر ما نفسّر، الآراء والأفكار! ذلك أنني تعودت وتعلمت أن أقول رأيي، وفق قناعاتي الخاصة، وهذا ما أراه من وجهة نظري في موضوع الاستعانة بالحكم الأجنبي لمباراة حساسة جداً بحجم لقاء دربي على نهائي كأس ولي العهد، يجمع النصر مع الهلال! ولو سئل الشارع الرياضي، وجماهير الناديين، بل ورئيسا الناديين، لأجمعوا على أن قرار اتحاد الكرة"موفق"، ليس لأن الحكم السعودي غير جدير بأن تسند له مباراة نهائية، وإنما لاعتبارات لا تخفى على أحد، وأولها حرص الاتحاد على تجنيب حكامه أسلوب التجريح والاتهام والطعن في الذمم. إن الثقة في الحكم السعودي لا بدّ أن تكون على خط متواز يسير في الاتجاه نفسه، يشترك فيه اتحاد كرة القدم والأندية والإعلام الرياضي، ما ينعكس بالتالي على جمهور كرة القدم، وحينها نستطيع أن نزرع الثقة في حكامنا، لأنهم"عالميون"! وقبل ذلك، على الإعلام الرياضي أن يقف مع اتحاد كرة القدم المنتخب، فقد جاء من خلال صندوق الانتخاب، ولم يهبط علينا من دون سابق إنذار، أليس ذلك ما كنا نطالب وننادي بوجوده، ادعموه وانتقدوه وأنصفوه! [email protected]