لكل موقع في فضاء التواصل الاجتماعي خصائص تنظم التبادل الفكري والثقافي في محاولة لجعلها أرقى من خلال كبح ما يمكن من إساءات بمختلف أشكالها. هذه الإساءات خصص لها موقع"تويتر"خياراً بمسمى"ريبورت سبام"إبلاغ عن إزعاج، يمكن استخدامه ضد أي مستخدم مسيء، وكل ما زادت البلاغات عليه زاد احتمال إلغاء حسابه من شركة تويتر. هذا الخيار كان أبرز ضحاياه منشئي ال"هاشتاقات"المسيئة، خصوصاً ما نشط منها، فيكون هذا الخيار أبلغ رد عليه من المستخدمين الذين ساءهم الأمر. غير أن بعض المشاهير و"الهوامير"استخدموه في حشد متابعيهم للقضاء على حساب أحياناً لخلافات شخصية وأخرى عامة، لكن الأمر الأغرب انتشار حسابات في"تويتر"شغلها الشاغل هو هذا الأمر. حسابات لم تخلُ من"آيديولوجيا"أنشأتها لإغلاق كل ما هو مخالف لها في صراع على كل الأصعدة العقدية أو الطائفية أو السياسية أو حتى الرياضية، من خلال تنظيم صف المخالفين وحشدهم في"معسكر"المتابعين ليكونوا في ساعة الصفر جاهزين لإغلاق أي حساب يأمرهم به حساب غالباً ما يسبق توجهه لقب"جيش". وعن هذا التجييش يقول المشرف على حساب جبهة تويتر الإسلامية على موقع"تويتر"أكثر من ألف متابع:"آلية عملنا تقوم على عمل منسق ومخطط له في وقت متفق عليه بتحالف واجتماع مع حسابات الجيوش الإسلامية في تويتر، لإغلاق الحسابات والصفحات المستهدفة". مبيناً أنهم يستهدفون المسيئين إلى الدين ورموزه إضافة إلى المواقع الإباحية، من خلال تلقي بلاغات عدة مرفقة بتغريدات من المتابعين، ومن ثم تحديد الهدف وشن الحملة عليه في وقت واحد. وحول المساءلة القانونية عن تصرفهم يقول المشرف على حساب الجبهة الإسلامية في"تويتر":"لا يوجد غطاء قانوني فعلي في مواقع التواصل الاجتماعي"، مبرراً ذلك بأنه لو وجد لأوقف من يحاربونهم. وحول هذا التصرف كشف مدير خدمات كبار العملاء في شركة"كونكت آذر"شركة التمثيل الإعلامي الحصرية في تويتر - الشرق الأوسط إيهاب الطرهوني ل"الحياة"أن هذه التصرفات لا تحدث في العالم الغربي، وهي حكر على العالم العربي. مبيناً أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال السيطرة على هذه المشكلة، إلا أن المتضرر يمكنه بعد إلغاء حسابه مراجعة الشركة من خلال موقعها وإيضاح الأسباب بعد تعبئة الاستمارة لاسترجاع حسابه. وذكر المسؤول في"تويتر"أن الشركة تسعى حالياً لتعزيز فكرة"تويتر"الرئيسة للمستخدم العربي، وإيصاله إلى الاستخدام الأمثل للموقع في محاولة لتجاوز مشكلات مثل هذه.