استرجع المؤرخ محمد رقام خلال حديثه إلى"الحياة"القصة الأسطورية والخرافية التي تعود لشخصية يطلق عليها"الدجيرا"، والتي كان يتكلم عنها الناس كثيراً في حارة"المظلوم"وسط جدة، إذ كان يوجد في هذه الحارة زقاق يطلق عليه"الخنجي"، وهو يعود لأحد تجار جدة قديماً، وقد عرف"الزقاق"بضيقه وتعرجه، ولعدم وجود كهرباء اختلق الناس هذه الشخصية المرعبة التي ادعوا وجودها ليلاً في هذا الزقاق. ونوه بأن الحركة في جدة كانت تتوقف بعد صلاة العشاء، إذ لا توجد أي حركة في الطرقات، أو الأسواق، أو الشوارع، لذلك اخترع بعض الناس وجود"الدجيرا"في زقاق الخنجي الموجود في حارة المظلوم ليلاً، وهي عبارة عن امرأة تحمل طفلة، وحين المرور بجانبها تطلب المساعدة في حمل صغيرتها، وعندما تُحمل الطفلة ويبدأ الحامل بالمشي معها تمتد رجلا الصغيرة حتى تطول وتصبح أرجلها في الأرض، بعدها يبث الشعور بالخوف عند الحامل إلى أن يلقي بالطفلة أرضاً، وتبدأ الدجيرا بعدها بالضحك. وكانت لرقام تجربة مع"الدجيرا"إذ ذهب وهو يبلغ من العمر 15 عاماً إلى زقاق الخنجي بعد صلاة العشاء لكي يراها، وعند وصوله إلى بداية الزقاق بدأ يسمع صوتاً مخيفاً، وتوقع أنه صوت الدجيرا، لكنه تماسك وأكمل مسيرته، ليكتشف أن الأصوات التي يسمعها المارة الذين يعتقدون أنها تعود للدجيرا، هي أصوات الأواني المنزلية العائدة لمطبخ الخنجي الذي يطل منزله على الزقاق.