اللجوء إلى القضاء لم يعد حلاً كافياً لكبح جماح جماهير تبحث - على أقل تقدير - عن إشباع هوسها الكروي بأهداف مجانية، ذلك ما تقوله الخطوة التي انتهجتها رابطة الدوري الإنكليزي للمحترفين بتنازلها عن قضية قدمتها قبل 6 أعوام ونصف العام ضد موقع"يوتيوب"، إثر عرض الأخير لمقاطع من أهداف وملخصات مباريات الدوري. وبحسب صحيفة"غاردين"الإنكليزية فإن الرابطة تحالفت من منظمة التنس الفرنسية وشركات إنتاج موسيقية لحماية منتجاتها المصورة، لكنها تخلت عن التقاضي بعد أن رفض قاضٍ أميركي الدعوة بحجة كونها"غير واقعية"، بحسب الوثائق التي اطلعت عليها الصحيفة. لكن الرابطة قررت التعاطي ودياً مع الموقع المملوك ل"غوغل"، إذ تنوي الاستفادة من أدوات يقدمها"يوتيوب"تمنحه فرصة التعرف السريع على المقاطع المحظورة وبالتالي حذفها، كما تنوي مواصلة مقاضاة مواقع البث المباشر للمباريات خصوصاً بعد أن كسبت في تموز يوليو الماضي قضية رفعتها ضد سادس أكبر موقع بث مباشر للمباريات في العالم وأدت إلى حجبه. هذه المعضلة في الحقوق المرئية للشركات والمؤسسات ليست حكراً على أهداف وملخصات الدوري الإنكليزي، فقبل نهاية الموسم الماضي كان ملاك قنوات"يوتيوب"يتسابقون فيما بينهم لعرض أهداف وملخصات الدوري السعودي، والتميز بينهم عادة ما يرتبط بعامل الوقت، البعض منهم هاوٍ وآخرون لهدف استثماري لم يكن باهظاً بسبب غياب الحصرية. الأمر ذاته دعا التلفزيون السعودي إلى بيع حقوق الأهداف والملخصات بنحو 20 مليون ريال لشركة"إنتيغرال"لتقوم بحصرها وتسويقها، فكانت أولى خطوات الشركة التواصل مع"يوتيوب"لحظر المقاطع المنشورة، تمهيداً لعرضها عبر موقع الشركة وتطبيقاتها دوري بلس. ويوضح المشرف على"يوتيوب"في القناة الرياضة سابقاً علي القرني أن عملية حجب المواد المملوكة عبر"يوتيوب"آلية وفي غاية السهولة، إذ تتطلب من الشركات إرسال الوثائق والمستندات التي تثبت ملكية المواد الحصرية إلى إدارة الموقع وبالتالي يقوم بحظر كل المواد الحصرية من دون ترك فرصة للتحايل. ويضيف القرني أن"يوتيوب"غير متساهل في مسألة العقوبات على منتهكي المواد الحصرية، إذ يبدأ بإنذارين يمنعان القناة من تحميل أكثر من 15 دقيقة خلال 6 أشهر وينتهي بإنذار ثالث يغلق القناة. عقوبات أجبرت ملاك القنوات في"يوتيوب"على الابتعاد عن كل ما هو حصري خشية أن تمس قنواتهم بضرر، إذ يقول مالك قناة"راح خلي"66 ألف متابع وأكثر من 44 مليون مشاهدة عبدالعزيز الزهراني أنه"غير مستعد للمغامرة بالقناة من خلال إنزال الأهداف واللقطات الحصرية"، مضيفاً أن هذا الإجراء من أبسط حقوق الشركة ويجب أن يحترم. مشيراً إلى أن معظم ملاك قنوات"يوتيوب"توقفوا عن عرض المواد، فيما اتجه بعضهم إلى مواقع أخرى مثل موقع"دوليشري"المشابه ل"يوتيوب"أو مواقع التحميل، مبيناً أن هذه الخطوة لا تلاقي اهتماماً من الجمهور بحكم اعتيادهم على"يوتيوب".