تتكرر كل عام في فصل الشتاء في مدينة تبوك، كما في غيرها من مناطق السعودية الجلسات الخاصة، حيث المشب والشبه والمكوث في بيوت الشعر، فالتدفئة بالنار والأحاديث واسترجاع الذكريات هي سمة تلك الجلسات، في حين رفع الطلب على الحطب أسعاره مع برودة الشتاء. وتتعدد أنواع الحطب ما بين السمر، الأرطاء، الغضى، الطلح، السلم، الرمث، الحمض، والقرض، إضافة إلى أنواع أخرى قليلة الوجود ونادرة مثل العجرم، الشوحط، والعوسج وغيرها. وفيما يزداد الطلب على الفحم مع برودة الشتاء، أكدت الإدارة العامة لشؤون الزراعة في منطقة تبوك، منع بيع الحطب والفحم المحلي وتسويقه في منطقة تبوك، ومصادرة الموجود منه بعد الموعد الذي حددته اللجنة المركزية لأسواق الحطب الذي بدأ أول من أمس الجمعة. وأوضح المتحدث الإعلامي في الإدارة العامة لشؤون الزراعة في تبوك المهندس ضيف الله العتيبي، أنه بدأ تطبيق نظام المراعي والغابات ولائحته التنفيذية في حق المخالفين، وذلك حفاظاً على الغطاء النباتي الطبيعي وتنميته. أما المدير العام للإدارة العامة لشؤون الزراعة في تبوك المهندس فائز بن مفرح، فأوضح أن هناك جهوداً تبذلها الإدارة للمحافظة على الأشجار ومنع قطعها، وإيجاد البديل من الحطب المستورد، إذ تعمل الإدارة حالياً على خطة لتعويض الأشجار المفقودة، وإكثار زرع أشجار معمرة سريعة النمو، تكون مصدراً للحطب، وتتحمل الجفاف. وقال إنه سيتم خلال شهر آذار مارس المقبل"إكثار 150 ألف شتلة من شجرة المورينغا"، وهي شجرة متساقطة الأوراق، وسريعة النمو، يراوح ارتفاعها بين 7 و15 متراً، وتستخدم أوراقها وأزهارها وقرون بذورها في علاج عدد من الأمراض، وفي حال تمت زراعة كميات كبيرة منها، سيكون هناك اكتفاء من الحطب، وربما يكون هناك فائض للتصدير. ولفت إلى أنه تتم تجربة إكثار أشجار السمر وزراعته في منطقة تبوك، وهناك تنسيق مع مركز أبحاث المراعي والإبل في منطقة الجوف لدرس تطوير المراعي في المنطقة وإعادة تأهيلها. ويقول بائع الحطب موسى عواد الحويطي، إنه يعمل في بيع الحطب منذ 40 عاماً، وشهد سعر الحطب ارتفاعاً بسبب برودة الشتاء، ويراوح سعر الحزمة بين 50 و300 ريال بحسب حجم الحزمة. وأضاف:"ليس من الدين قطع الشجر الأخضر وبيعه"، مطالباً الجهات المختصة بضرورة مراقبة أسواق الحطب والباعة الذين يجلبون الحطب، خصوصاً أن بعض المحتطبين لجأوا إلى طرق جديدة يسلكونها للهروب من نقاط التفتيش، بعد قرار منع الاحتطاب الجائر، والتشديد على المخالفين، غير مبالين بخطورة ما يقومون به من مخالفة القوانين والإضرار بالبيئة. ورأى البائع أبو خالد أن حطب السمر يجد إقبالاً كبيراً من الأهالي الذين يفضلونه، لقلة دخانه واستمرار جمره مدة أطول من غيره، ويضيف أن العشرات من المتنزهين في بر تبوك يأتون إلى السوق لشراء الحطب والفحم، خصوصاً مع حلول إجازة نهاية الأسبوع.