كشف الباحث محمد القشعمي أن بداية الصحافة النسائية الحقيقية جاءت مع بداية المؤسسات الصحافية وتحديداً من مجلة اليمامة عن طريق حمد الجاسر بتأسيسه الصفحة النسائية في المجلة برئاسة تحرير من الكاتبة شمس الحسيني أو شمس خزندار نسبة لزوجها، إضافة إلى صفحة في جريدة الجزيرة من تحرير أوسمية درويش. وأضاف في محاضرة عن بدايات الصحافة النسائية قدمها في مركز حمد الجاسر الثقافي صباح أمس وأدارها الدكتور عبدالله الوشمي بمناسبة مرور 50 عاماً على بداية الصفحة النسائية في مجلة اليمامة، ولتوافق ذلك مع رحيل الكاتبة شمس خزندار نهاية رمضان الماضي، أن صفحة مجلة اليمامة النسائية بدأت من العدد الثاني لها بعد تحولها لمجلة أسبوعية واستمرت لمدة عام كامل قبل أن تتوقف بعد توقف خزندار عن الكتابة، لتليها الكاتبة خيرية السقاف. ولم تكن الصفحة حينها موجهة للمرأة وإنما للحديث عن همومها وتطلعاتها مع مطالبات بتحسين أوضاعها، حيث كانت خزندار تقوم بإعداد الصفحة وكتابة مقالاتها مع أخريات أغلبهن من مدارس أهلية أمثال فوزية أبوخالد وامتثال الجوهري ومن رمزت لاسمها بأم مي وحتى رسم كاريكاتيراتها. في المحاضرة شاركت ابنة شمس خزندار، مديرة معهد العالم العربي بباريس الدكتورة منى خزندار عبر اتصال هاتفي شاكرة تكريم والدتها. وأوضح القشعمي فيها أن بداية ظهور كتابات عن المرأة أو لها يمكن رصدها عام 1350 ه في الحجاز في سلسلة مقالات لمحمد سعيد خوجه ومحمد راسم وأحمد السباعي باسمه وأسماء نسائية وهمية كان الهدف منها تشجيع الفتيات على الكتابة في ظل معارضة من آخرين مثل محمد علي رضا وجماعته ما حدا لحدوث سجال بين الفريقين على صفحات الجرائد، ففي الوقت الذي كانت هناك دعوات لتعليمها مثل محمد حسن عواد والأمير مساعد بن عبدالرحمن بل في مؤلفاتهم وكذلك تعليمهن الرياضة، كانت هناك معارضات لذلك، قبل أن تنتقل لنجد والمنطقة الشرقية حيث بدأت عند ظهور الصحافة فيهما لاحقاً مع مقالات سعد البواردي وحمد الجاسر وعبدالكريم الجهيمان وغيرهم والتي كانت كتابات على استحياء حتى بداية صحافة المؤسسات الصحافية.