بأناملي رسمت خطوطاً مبعثرة على هامش حلمي، محاولة أن أرسم ملامحاً لمستقبلي في أول سنيني الجامعية، كانت حينها خطوطاً لا ملامح واضحة لها.. ولكن باتخاذي الجد والاجتهاد طريقاً مشيت عليه، رأيت النتاج اليوم، حلماً أصبح ذا ملامح واضحة وصريحة، نقش على جبيني حروف كلمة"خريجة". فها أنا اليوم أقف على عتبات التخرج أحمل قبعتي عالياً فاخرة بإنجازي، ويتوسطني وشاح العلم والنور. حلمي الآن أصبح واقعاً ملموساً يزهو بالجمال والكمال، يمتزج بإكليل عطر وينثر الورد على أرض تحمل خطوتي.. هاهي البسمة تعانق فضاء روحي.. وهاهي الفرحة تضيء سماء قلبي اليوم.. تزدحم مشاعري فرحة بما أنجزته خلال أعوام خمسة. زميلاتي.. كن خير صحبة رافقنني طوال مشواري الجامعي، شكراً لكنْ بحجم العطاء والحب الذي وجدته بينكن. معلمتي التي قومت لساني كي أحسن القرآن وأطلق البيان أضاءت مصباح الفكر وأرشدت العقل لمنابر الفهم وأثمرت في نفوسنا حب العلم.. تقديري وامتناني لما بذلته من جهد ملحوظ خلال دراستي للغة العربية، لا أجد في معجم اللغات ولا في سطور الكتب كلمة تستحق شرف الارتقاء لشكرك. نجاحي وتخرجي وما وصلت إليه اليوم بعد فضل من الله أهديه إلى أمي وأبي، فأنا أعلم علم اليقين أنه لولا الله ثم جهودهما ورعايتهما لي، لما كنت هنا اليوم كما أنا... قبلتان مني على جبينهما ملؤها الحب والاحترام.. أخيراً... حلمي لم ينتهِ بتخرجي، بل بدأت ملامحه بأولى خطواتي نحو تحقيق طموحي الأكبر والوصول لأعالي القمم، من أجل تحقيق ذاتي.