قرأت ما جادت به قريحة الدكتور محسن الشيخ آل حسان في عدد"الحياة"رقم 18058 الصادر بتاريخ 25/10/1433ه بعنوان:"مواطن يعالج ابنه في الخارج على حسابه الخاص". لا شك أن المواطن يتعرض للأضرار المادية والمعنوية إذا لم يجد العلاج المناسب في مستشفياتنا. وفي كثير من الحالات يضطر المواطن إلى السفر والعلاج في الخارج ولو لم تتكفل بذلك الدولة. ولي الأمر حفظه الله، يصدر أمره الكريم إلى وزير الصحة لعلاج المواطن خارج المملكة رافضاً المحسوبيات، لأجل التسوية بين المرضى، وبدوره يحيلها وزير الصحة إلى الهيئة الطبية للنظر في حاجته الفعلية للعلاج، إلا أن منسوبي الهيئة يرددون عبارة يحفظونها جيداً عن ظهر قلب، وتحولت أخيراً إلى شعار لهم"لا يمكن علاج المريض بالخارج، فالعلاج متوفر في المملكة". هذا كله يجري بعد معاناة طويلة من المراجعة وانتظار اجتماع اللجنة الموقرة متى ما رغبوا، وقد يتعرض المريض إلى الكثير من الأضرار والمشكلات الصحية، وأكثر من لجنة لا تعرف متى تجتمع ولمن وكيف. وعلى رغم الضخ المادي الهائل الذي تضعه الدولة في موازنة وزارة الصحة، إلا أن النتيجة تأتي دائماً متواضعة وضعيفة، فأصبح المواطن ينفق ما لديه، وقد يضطر إلى الاقتراض لما تفرضه عليه ضرورة البحث عن العلاج الذي أصبح على طرفي نقيض، فلا يتوفر في المملكة ولا تسهل إجراءاتها للحصول عليه خارجها. ومع الأسف، إن المرونة والتعامل الإيجابي مفقود في الهيئة على رغم أنها لم تنشأ إلا لخدمة المريض، وعلى رغم تقاضيهم لمرتبات بكامل الامتيازات، لذلك فالعناية الصحية عالية النوعية هي التي ينشدها المواطن، وذلك بالحصول على رعاية صحية ملائمة ومناسبة ومقبولة، وهناك الكثير لا يحصلون على الخدمة الصحية المقبولة ولو بأقل المستويات، فليست صحة المواطن سلعة تباع وتشترى، وحمايتها حق لكل مواطن في هذا البلد، ولكن الأقوال والوعود كثيرة من مسؤولي وزارة الصحة، وللأسف لا شيء من النتائج المرجوة يتحقق. أولاً وأخيراً، أحيي الدكتور محسن الشيخ على ما نقله من معاناة مواطن يصور حالات الكثير من المواطنين الذين يعانون، وبذلك يوضح جانباً مهماً محل التقدير مني مع استمرار جانب القصور في الخدمات الصحية، ولا تلوح في الأفق أية بوادر للتطوير أو التطور، وكفّى الدكتور ووفّى، وأنا معه من المنتظرين لوقفة معتادة من ملك الإصلاح والصلاح، الملك الذي أحب شعبه فبادله حباً وإخلاصاً ووفاءً، ملك يهتم بالوطن والمواطن وتحسين وضعه وأحواله بكرمه ودعمه اللا محدود حفظه الله.