عند نقطة التقاء بين الزخم المعلوماتي بسيله الجارف عبر تقنية الاتصالات الحديثة التي عمت العالم وجعلت من تفاعله أمراً متاحاً ليصبح التعليم الجامعي عابراً للقارات مختزلاً العلوم والمعارف في ما يسمى بالجامعات الإلكترونية التي دمجت بين أسلوب التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد والتعليم المباشر، لتكون واقعاً يقدم خدمة التعليم المستمر مدى الحياة لكل شرائح وأطياف المجتمع، ولمن فاتهم قطار التعليم حتى من كبار السن من المتقاعدين ليكون الهدف هو التعلم وليس الوظيفة فقط. جامعة عبر واقع افتراضي تكون محاضراتها من خلال"الإنترنت"، ويجد الطالب والمحاضر في وقت واحد رغم اختلاف الوقت والمكان ليتولى النظام الإلكتروني متابعة الحضور والغياب في عملية ضبط وربط عبر الفضاء المفتوح تحت مسمى"الجامعة الحكومية السعودية الإلكترونية". وينتظر في السادس من رمضان المقبل، أن تفتح الجامعة الحكومية الإلكترونية الأولى على مستوى المملكة والوطن العربي باب التسجيل للراغبين في الدراسة. وتعتمد الجامعة في خططها على توفير بيئة قائمة على تقنيات المعلومات والاتصالات والتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد، ومنح درجات علمية في برامج وتخصصات متوائمة مع حاجات سوق العمل وملبية لمتطلبات التنمية والتعلم مدى الحياة والإسهام في بناء اقتصاد المعرفة في المملكة وإيصال رسالتها الحضارية عالمياً. وتهدف الجامعة إلى تدشين طريقة جديدة للتعليم وأهدافه بعد أن وحدت التقنية بين المنظومات التعليمية والإعلامية والاقتصادية لتعلن الجامعة الإلكترونية عن نفسها كثمرة يانعة لتطور العلوم والتقنية وتعيد ربطها وفرزها وتنظيمها لتخرجها بأهداف تخدم المجتمع والإنسان في كل أرجاء المعمورة. وتضم الجامعة كلية العلوم الإدارية والمالية، كلية الحوسبة والمعلوماتية، وكلية العلوم الصحية، وستمنح شهادات البكالوريوس والدراسات العليا، إضافة إلى تقديم دورات في التعلم المستمر، والتعلم مدى الحياة. وسبق أن أوضح مدير الجامعة السعودية الإلكترونية المكلف الدكتور عبدالله الموسى أن الجامعة الإلكترونية تعد أول جامعة حكومية إلكترونية في العالم العربي، مبيناً أنه على رغم أن أنظمتها مطابقة لبقية الجامعات السعودية الأخرى، إلا أنها تختلف في منهجها الأكاديمي بإتاحة التعليم بطريقة إلكترونية لمن يرغب في تطوير ذاته علمياً من خلال برامج أكاديمية تعتمد على تفاعل الطالب مع المناهج التي تدرس عبر نظام آلي توفره الجامعة، مثلما تُقدمه أفضل عشر جامعات في العالم. وقال إن الجامعة السعودية الإلكترونية تعتمد في فكرتها على أن التقنية تساعد في التعلم الذي يعبر عنه شعارها المعرفة، والمهارات، والقيم والمبادئ ، مضيفاً"وتعد جامعة فريدة في أسلوبها الأكاديمي، إذ تريد الجامعة من الطالب أن يكون شريكاً استراتيجياً معها، وتوفر له جميع الإمكانات التعليمية بواسطة التقنية التي يحتاجها ليصل إلى المهارة المناسبة التي تؤكد قبوله في سوق العمل سواء داخل المملكة أو خارجها". وأفاد بأن الجامعة ستبدأ استقبال طلبات القبول في 6 رمضان، وتستمر لمدة أسبوع لمرحلتي البكالوريوس والماجستير، لتستهل الدراسة بالفصل الدراسي المقبل في أربع مدن الرياض، والدمام، وجدة، والمدينة المنورة، وبواقع 6500 طالب وطالبة. وبين أنه سيتم تخصيص 60 في المئة من المقاعد الدراسية للطالبات، وأن فلسفة الجامعة تقوم على أساس أنه أينما تكون الحاجة في أي منطقة بالمملكة بزيادة عدد الطالبات أو الطلاب سيتم فتح فرع لها لتلبية حاجات المنطقة. وأكد أن الجامعة السعودية الإلكترونية تمنح التعليم لمن يريده دون النظر إلى السن أو التخصص بما في ذلك خريجو الدبلومات، الثانوية العامة، الثانوية الصناعية، وتحفيظ القرآن، ولا تطلب من المتقدم اختبارات القياس والقدرات، لكن من يرغب التحويل إليها، يجب أن يكون حاصلاً على معدّل خمسة في اختبار اللغة الإنكليزية، والذي يعدّ أحد أكثر الامتحانات اعتماداً في العالم لمعرفة قدرة الشخص وتمكنه من اللغة الإنكليزية. وأشار إلى أن رسوم دراسة البكالوريوس في الجامعة تقدّر بنحو 2000 ريال للفصل، بينما الماجستير 9000 ريال للفصل الدراسي الواحد، مبيناً أن الطلاب الذين سيتجاوزون السنة التحضيرية بالجامعة التي تستمر سنة واحدة، سينظر في أمر إلحاقهم ببرنامج المنح الذي تقدّمه وزارة التعليم العالي للطلاب السعوديين في المملكة، كما سينظر في أمرهم مع وزارة التعليم العالي لإلحاقهم ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي. وتحدث عن توقيع الجامعة عقوداً عدّة مع أكاديميين متميزين من أرقى الجامعات في العالم، وسيتواصلون مع الطلاب آلياً من طريق شبكة إلكترونية موجودة في بلد الأستاذ نفسه من دون الحاجة لإيفاده إلى المملكة، بحيث يتّصل بالجامعة في الرياض أي فرع لها في بقية المدن السعودية، عن طريق الاتصال الآلي، بحيث تكون هناك شراكة تفاعلية بين الطالب والأستاذ.