تستعد محافظات المنطقة الشرقية خلال الأيام القليلة المقبلة، لإطلاق برامجها السياحية، إيذاناً ببدء احتفالات عيد الأضحى. فيما بدأت لجان أهلية في المدن والقرى بالإعداد لفعالياتها منذ وقت مبكر، وسط منافسة بين اللجان المنظمة، في محاولة لكسب أكبر عدد من الزوار، من خلال البرامج الترفيهية المختلفة. وتتراوح مدة هذه المهرجانات بين خمسة أيام و30 يوماً. وفرضت الفعاليات التراثية والبحرية التي تعكس تاريخ الشرقية وتراثها، على معظم المهرجانات السياحية في المنطقة. فيما يقصد عدد من السياح المناطق الساحلية المختلفة، مثل شاطئ نصف القمر، والعزيزية، والواجهات البحرية، التي بدأت الأمانة في تجهيزها منذ وقت مبكر. ولعل المتابعين لمهرجانات المنطقة تحديداً، يدركون حجم التشابه الكبير في عدد من الفعاليات المختلفة، فيما تفوقت شركة «أرامكو السعودية» في جذب انتباه الكثيرين من خلال «احترافية التنظيم واختلاف الفعاليات عن المهرجانات الأخرى كلياً». واستطاع مهرجان «الوفاء» في سيهات ومهرجان»الدوخلة» في سنابس، المنافسة على أفضلية المهرجانات السياحية في المنطقة خلال فترة العيد، بسبب تنوع الفعاليات، ومحاولة منظمي المهرجانين الخروج عن الإطار التقليدي بشكل أو بآخر. وتستعد المنطقة لاستقبال آلاف الزوار من مختلف مناطق المملكة، خلال الأيام المقبلة، خصوصاً في ظل تحسن الأجواء المناخية، ودخول فصل الخريف، الذي يتميز بأجواء «ليلية جميلة». فيما تتركز معظم الفعاليات في الواجهات البحرية لمعظم المناطق، مثل الواجهة البحرية في الدمام والخبر، وجزيرة المرجان، التي تقدم خدمات عدة للسياح، منها ملاعب للأطفال، وساحات خضراء، ومطاعم وبوفيهات، ومراكز للتسلية، ومساجد، ودورات مياه، وتوفير متطلبات الترفيه التي تلبي مطالب الزوار. وحرصت الأمانة على «الاهتمام في عنصر النظافة في هذه المواقع، وتجهيزها بالأرصفة والإنارة والمياه والخدمات المختلفة». كما روعي «زيادة الرقعة الخضراء والأشجار، والشجيرات، والزهور، وممرات المشاة لإبراز الصورة الجمالية للكورنيش، بحيث يليق في وضع المنطقة، ويناسب سمعتها السياحية». كما قامت الأمانة، بتجهيز المواقع الترفيهية في المنطقة، مثل شاطئ نصف القمر، وشاطئ العزيزية، وتوفير الخدمات اللازمة لهما، والعمالة الدائمة للمتابعة اليومية، ورفع الأوساخ والأوراق، من أجل راحة مرتادي الشواطئ. وقارب منظمو مهرجان الوفاء في سيهات، من الانتهاء من الإعداد والترتيب، لبدء الفعاليات، التي تنطلق يوم 27 من شهر ذي القعدة الجاري، وتستمر زهاء شهر. فيما بدأ منظمو مهرجان «الدوخلة» الذي يُعنى في التراث والثقافة، التجهيز لإقامة الفعاليات، مثل القرية التراثية التي «تهتم في ترجمة تاريخ المنطقة، من خلال أركان تراثية، واستقطاب بعض كبار السن الذين يزاولون مهناً قديمة، وسط منافسة بين المهرجانيْن، كونهما يقامان في محافظة القطيف، وتشابههما إلى حد كبير في معظم الفعاليات، التي تتركز على ترسيخ الحياة النمطية السابقة، واستحضارها في مشاهد سياحية بصورة جديدة، إضافة إلى استعادة تاريخ المنطقة البحري بصور مختلفة. وبدأت اللجنة المنظمة لمهرجان «الوفاء» في سيهات، بتركيب خيمة السيرك العالمي، التي من المنتظر أن تشهد «حضوراً فريداً ولافتاً»، بعد أن مثلت «مفاجأة المهرجان الكبرى» العام الماضي. وشهدت عروضها إقبالاً كبيراً، بلغ نحو 40 ألف زائر خلال أيام العيد، إضافة إلى إقامة ألعاب كهربائية، استطاعت أن تستقطب الأطفال «في شكل لافت». واستقطب المهرجان العام الماضي، والذي أقيم تحت شعار «فرحة العيد تجمعنا»، نحو 250 ألف زائر طيلة أيامه، من مختلف مناطق المملكة. وشهد تنوعاً في فعالياته، خصوصاً الجانب الثقافي، والأمسيات والندوات، والفعاليات الترفيهية والفنية والتراثية، والعائلية والشبابية والصحية، إضافة إلى الفعاليات المسرحية المنوعة، وأبرزها «شوشرة»، التي جمعت نجوم الفن في الخليج العربي على خشبة المسرح. وجذبت الآلاف من مختلف مناطق المملكة. فيما تسعى اللجنة خلال هذا العام، إلى زيادة عدد الزوار، مقارنة في الدورة الخامسة، وذلك من طريق الاهتمام في تأريخ سيهات البحري. إذ كان الغوص بحثاً عن اللؤلؤ يُعد أحد الشواهد المهمة، على ملامح هذا التأريخ. كما بدأ منظمو مهرجان «الدوخلة» في نسخته السابعة، بإعداد فعاليات المهرجان المقبل، بعد أن بدأ قبل أيام أكثر من 50 متطوعاً، في بناء القرية التراثية للمهرجان». وقال المشرف العام على بناء القرية موسى الدغام: «إن إدارة المهرجان، وبعد مداولات عدة، قررت بناء القرية التراثية في واجهة المهرجان، وعلى مساحة 4500 متر مربع»، مضيفاً أن «العمل في بناء القرية بدأ منذ أكثر من 10 أيام، وذلك بوضع الهيكل العظمي للواجهة». وأشار إلى أن العاملين كافة في بناء القرية، هم «من شبان سنابس وجزيرة تاروت، من خيرة المبدعين في هذا المجال». واعتبر منظمو «الدوخلة»، القرية التراثية «الفعالية الأكثر استقطاباً لزوار المهرجان، لما تتميز به من تصميم دقيق يحاكي الفنون العمرانية والطراز القديم الذي تميزت به منطقة الخليج العربي، حتى أن بعض الفنانين رشحوها لتكون موقع تصوير لمسلسلات خليجية، تحكي قصص الماضي. فيما طلبت مهرجانات أخرى الاستعانة بالكفاءات التي تشيّد القرية، لبناء مشاريع شبيهة، كما حدث قبل ثلاثة أعوام في أحد مهرجانات الجبيل».