أماط الرائد المنشق عن الجيش السوري ماهر الرحمون النعيمي اللثام عن أن هناك أكثر من 300 عنصر أعلنوا انشقاقهم من الحرس الجمهوري، وهو الوحدة المكلّفة في الجيش السوري بقمع الشعب. وذكر النعيمي : أن "هذه الانشقاقات حصلت في حوران، في القاعدة النعيمية وفي بصر الحريري وفي ريف دمشق". وقال الرائد السوري المنشق: "الذين يتظاهرون ويعلنون أنهم مع الرئيس السوري بشار الأسد هم كلّهم من الموظفين وعناصر الجيش". المنشقون عن الجيش السوري بالآلاف في تطور آخر، أكد المعارض السوري بسام جعارة في حديث لقناة "الجزيرة" من لندن أن الجنود السوريين يرفضون اطلاق النار على أبناء شعبهم الذين يتظاهرون. وأشار إلى أن الانشقاقات أصبحت بالآلاف عن الجيش، وهناك آخرون ينتظرون الظروف المناسبة، وأن المعارضة لم تكن تريد للجيش السوري الانشقاق، لكن أوامر القتل التي تصدر من القيادة للجيش تدفع بهؤلاء الضباط والجنود إلى الانشقاق. وقال جعارة: "خروج عشرات الالاف من الجيش السوري يعني أن النظام بدأ بالتصدّع وهو في طريقه إلى الزوال، وندعوا القيادة العسكرية إلى الكفّ عن إعطاء الاوامر للجيش بقتل المدنيين". وأضاف: "لا يوجد مكان آمن لهؤلاء المنشقين، والطائرات الحربية تحوم فوق حمص وحماه، وما هو جديد ما يحصل بحلب، حيث تشير المعطيات إلى أن التجار بدأوا ينتفضون ضد النظام". وتوقع المعارض السوري أن تشهد الايام المقبلة نقلة نوعية في حلب عبر نزول تظاهرات لأن المصانع في حلب بدأت تقفل أبوابها. من جهة اخرى , أعلنت مفوضية الأممالمتحدة العليا لحقوق الإنسان أن عدد القتلى منذ بدء الاحتجاجات في سوريا بلغ أكثر من ثلاثة آلاف قتيل بينهم 187 طفلاً على الأقل منذ 15 مارس الماضي. وحذرت نافي بيلاي، مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان، من أن القمع القاسي للاحتجاجات المناهضة للحكومة في سوريا قد يدفع البلاد إلى حرب أهلية شاملة. ودعت بيلاي إلى اتخاذ إجراء دولي لتجنب ذلك، وقالت في بيان: "المسؤولية تقع على كل أعضاء المجتمع الدولي للقيام بتحرك للحماية بطريقة جماعية قبل أن يدفع القمع القاسي وعمليات القتل البلاد إلى حرب أهلية شاملة". وأضافت بيلاي في أن عدد القتلى في المظاهرات المطالبة بالديمقراطية التي بدأت في مارس الماضي تجاوز 3000، بينهم ما لا يقل عن 187 طفلا. ومن جانبه، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهي جماعة حقوقية ناشطة تعمل من لندن، أن 36 شخصا بينهم 25 عسكريا قتلوا أمس الخميس في سوريا، بينما أصيب عشرات بجروح "حرجة". وقال المرصد في بيان تسلمت وكالة فرانس برس نسخة منه إن عشرة مدنيين بينهم طفل قتلوا في بنش في محافظة إدلب (شمال غربي سوريا)، بينما سقط مدني آخر في مدينة حمص (وسط). وأضاف أن 15 جنديا وضابطا قتلوا في بنش أيضا، حيث يقوم الجيش السوري بعملية، بينما قتل تسعة آخرون في مواجهات عنيفة بين جنود ومسلحين في محافظة درعا (جنوب)، وسقط أحد رجال الأمن في مدينة القصير (ريف حمص) خلال اشتباكات مع مسلحين. ويوم الخميس، قال نشطاء إن قوات الأمن السورية أغارت على مدينة في شمال سوريا، حيث سمعت أصوات انفجارات وإطلاق النار في وقت مبكر من يوم الخميس، وسط أنباء عن إصابات. ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد اشتبكت القوات السورية مع مسلحين يعتقد أنهم جنود منشقون في مدينة بنش في محافظة إدلب. وقال عدي السيد، أحد نشطاء المعارضة، إن سبعة أشخاص قتلوا، بينهم طفل في الثانية من عمره، لافتا إلى أنه فر من المدينة عبر بساتين الزيتون هربا من هجوم عسكري سوري. وأضاف أنه رأى 30 دبابة وناقلة جند مدرعة تدخل المدينة، بينما كان يقف على سطح مبنى في بلدة مجاورة، مشيرا إلى أن استطاع أن يرى الدخان يتصاعد من بنش. وقال السيد إنه منذ بضعة أشهر، لجأ منشقون من الجيش السوري إلى مدينة بنش، مضيفا أن هؤلاء يقاتلون القوات السورية. وقال المرصد إن "القوات السورية التي تدعمها الدبابات وناقلات الجند المدرعة اقتحمت المدينة في وقت مبكر هذا الصباح (الخميس).. وسمعت الرشاشات الثقيلة والقصف في أنحاء المدينة." وأضاف المرصد إن بعض المنازل تضررت ولم يبلغ عن وقوع إصابات، لافتا إلى أن انفجارات دوت أصواتها عندما قصفت القوات السورية المدينة، كما اقتحمت أيضا قرية إلى الشرق من مدينة بنش.