يعرف السعوديون إنسانية أميرهم المحبوب سلمان بن عبدالعزيز جيداً التي طالما كانت المنقذ للكثيرين منهم ساعة الشدائد. وإن نشرت الصحف بعضاً من القصص الإنسانية التي تعكس تفاعل الأمير سلمان لعمل الخير وحرصه على ألا يظلم إنسان في بلاده المملكة العربية السعودية، فإن ما خفي من قصص إنسانيته أكبر خصوصاً أنها لم تكن حكراً على السعوديين فحسب، بل إنها شملت الكثيرين ممن وطأت أقدامهم أرض السعودية زائرين أو مقيمين. ولعل أسرة صحيفة"الحياة"كانت شاهدة على إحدى القصص التي ضرب فيها الأمير سلمان مثالاً للمسؤول الحريص على متابعة كل ما يؤرق الإنسان الذي يعيش على أرض السعودية، وتذليل الصعاب أمامهم ليهنأوا بحياة كريمة. ففي العام 2006 نشرت"الحياة"تقريراً عن مقيمة فيليبينية احتجزت في سجن الملز بالخطأ، وبعد ما تبين لسلطات السجن براءتها مما نسبته إليها إحدى الجهات الحكومية بالخطأ، لم تتمكن من المغادرة بسبب تعذر حضور كفيلها لتوقيع خروجها، كما ينص بذلك النظام في مثل هذه الحالات. ولأن المقيمة الفيليبينية كانت أماً ولها طفل رضيع يواظب والده على إحضاره للسجن لزيارة أمه وإرضاعه بشكل يومي، أصدر الأمير سلمان قراراً عاجلاً إلى إدارة سجن الملز بإطلاق الأم الفيليبينية فوراً بغض النظر عن حضور كفيلها من عدمه. الأمر الذي ترك انطباعا إيجابياً لدى عائلة المقيمة الفيليبينية وإعجابهم بإنسانية الأمير سلمان الذي دفعته إنسانية إلى تجاوز النظام المعمول به في مثل هذه الحالات، وإطلاق الأم لتعود لزوجها وابنها الرضيع. لذا ظلت إنسانية الأمير سلمان مضرباً للمثل ومثاراً للإعجاب من الجميع كما أشار بذلك ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز الذي قال في تقديمه لكتاب"سلمان"الذي يتناول شخص وحياة الأمير سلمان"عركته الحياة وتقلّباتها فما زاده ذلك إلا توهجاً وصفاءً، ونهل من معين الوالد المؤسس- طيب الله ثراه ? جميل الصفات، وعذب السجايا، وتميز بخصائص قَلّ أن تُوجد في كثير من الرجال، أحبّ وطنه وتفانى في خدمته وخدمة ساكنيه، احترم كبيرهم، وتواضع لصغيرهم، وتجاوز عن مُسيئهم، وقدّر محسنهم، وقرّب مخلصهم، سَاسَ الأمور بحنكة وحكمة، واستشعر أهمية الوقت لقضاء حوائج الخلق، واستخدم فراسته ومعرفته لمعادن الرجال لاصطفاء من يوليه أمراً من أمور الناس، عَلِمَ أن دعْم القرآن وإغاثة الملهوف وذي الحاجة مما يُستجلبُ به رضا الخالق وسعادة المخلوق، وأن الإيثار والأخوة الحقة لا تنالان بالأماني، بل بالتضحية وإيثار الآخرين على الذات، ولعل موقف سموه مع شقيقيه الراحلين الملك فهد بن عبدالعزيز، والأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمهما الله يجسِّد ذلك المعنى بأصدق صُوَرِه".