عبّر مسؤولون وأكاديميون عن بالغ حزنهم لرحيل ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، مؤكدين أن بصمات الراحل حاضرة في جميع المجالات، فجعلته رجل دولة من الطراز الأول، واستحق لقب"أمير الحكمة". وذكر رئيس الجمعية الخيرية لرعاية الأسر السعودية في الخارج أواصر الدكتور توفيق السويلم، أن الأمير نايف قدّم الكثير للمملكة والعالمين العربي والإسلامي، مشيراً إلى أن دعمه السخي لكثير من الجمعيات يعكس مدى إنسانيته وحرصه على فعل الخير. وقال السويلم:"الأمير نايف يعدّ أحد ركائز الدولة، وأحد رجالها المخلصين الذين قدّموا الكثير من الخدمات التي يصعب إحصاؤها، ففي جمعية أواصر التي كان رئيساً فخرياً لها، اهتم كثيراً بشأن الأسر السعودية في الخارج، وكان دائم السؤال عن أحوالهم، إضافة إلى توجيهه المستمر بالعمل على دعمهم وتوفير جميع حاجاتهم من دون تأخير". وأشار مدير جامعة المجمعة الدكتور خالد المقرن، إلى أن الأمير نايف يشكّل قامة كبيرة من قامات الوطن، تحمّل مسؤوليات كبرى، وأحسن العمل في جميع المهام التي قام بها، والجميع يشهد على خدماته وإسهاماته. وأضاف أن إسهامات الأمير نايف في الجانب التعليمي كثيرة، ضارباً مثلاً على ذلك بالكراسي البحثية، ولا سيما التي تُعنى بالسنّة النبوية والأمن، أو حتى بمشاركة الطلبة فرحتهم بالتخرج من الجامعات. ووصف عضو مجلس الشورى سابقاً، أستاذ الإعلام في جامعة الملك سعود الدكتور علي العنزي، الأمير نايف بأنه عمود من أعمدة الدولة، عُرف بحكمته وعدم تسرّعه في اتخاذ القرار، وهدوئه وصراحته، حتى أُطلق عليه لقب أمير الحكمة. وقال العنزي:"عندما كنت مشرفاً على إدارة العلاقات العامة والإعلام في جامعة الملك سعود، كان لي شرف استقبال الأمير نايف لدى رعايته مناسبات عدة في الجامعة، وكنت شاهداً على بعض المواقف التي تنم عن شخصية هذا الرجل الحكيمة، ومن بينها ما يتعلّق بإنشاء جمعية الإعلام والاتصال، إذ سألت الراحل في إحدى المناسبات الجامعية عن سبب تأخر إنشاء الجمعية، فأكد لي أن لا مانع من الإنشاء إذا توافرت جميع المتطلبات، وفعلاً هذا ما حدث وكان رئيسياً فخرياً لها، وقدم لها الدعم المادي والمعنوي، ومنها قطعتا أرض". ونوّه بالجهود الأمنية التي قام بها الأمير نايف، ومنها تصديه للإرهاب ونجاحه في الحد منه، لافتاً إلى أن ترؤسه مجلس وزراء الداخلية العرب دليل على تميّزه. إلى ذلك، أكد نائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنين الدكتور حمد آل الشيخ، أن المملكة والوطن العربي والإسلامي فقدت إنساناً شهماً قوياً في الحق، مشيراً إلى أن أفضال الراحل امتدت خارج حدود الوطن ووصلت إلى الأمتين العربية والإسلامية. وقال آل الشيخ ل"الحياة":"للراحل إسهامات كثيرة في مجال التعليم، إذ كان حريصاً على أن تكون تربية الأجيال القادمة متّزنة وملتزمة فكرياً، وأن تكون ذات قيم عالية تحفظ لهذا الوطن أصالته وقدرته على التطوّر والنماء، ومن إسهاماته التعليمية إنشاء جامعة الأمير نايف، إلى جانب حرصه على إصلاح من انحرفوا عن الطريق الصحيح من خلال برنامج المناصحة، وتطوير قوات الأمن الداخلي علمياً وفكرياً وتدريبياً وتأهيلهم لكل ما يمكّنهم من أداء واجبهم نحو دينهم ووطنهم". وذكر وكيل جامعة الملك سعود للتطوير والجودة الدكتور فهد الكليبي، أن الأمير نايف استطاع تأدية دوره على أفضل وجه في جميع المناصب التي تولاها. وأضاف:"مرّت المملكة بمواقف صعبة عدة، كان الراحل قادراً على التعامل معها ومعالجتها بالشكل الذي تتحقق معه خدمة الوطن واستقراره، كما أن أعماله في مختلف المجالات كانت ظاهرة للجميع، وندعو الله أن يكتب له الأجر والثواب على ما بذله".