تسهم الأمانة العامة لمراكز الوثائق والدراسات في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بدور علمي ومعرفي لخدمة حركة البحث العلمي في مجتمعها ومدّ جسور تعاون مع المؤسسات المماثلة في العالم. وتعد الأمانة العامة التي أسست قبل 30 عاماً مجموعة عمل علمية تضم مراكز ومؤسسات عربية في منطقة الخليج والجزيرة العربية تهتم بالدراسات والبحوث التاريخية وجمع الوثائق والمخطوطات، هدفها خدمة تاريخ منطقة الخليج العربي والجزيرة العربية، إما باستظهار ماضيه عبر الوثائق والمخطوطات أو بتحفيز البحوث العلمية المستقبلية للكشف عن مزيد من دلالات المكانة التاريخية للمنطقة وملامحها السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية الحاضرة والاحتفاء بمآثرها الفكرية المتعددة بما يخدم التنمية لمنطقة الخليج العربي والجزيرة العربية ويحقق التكامل العربي الخليجي، وكل ذلك يحدث وفق عمل مؤسساتي منظم. وانطلقت الأمانة العامة لمراكز الوثائق والدراسات في دول مجلس التعاون بفكرة رائدة، إذ تم تشكيلها وقت الاجتماع الأول الذي تم انعقاده في مركز دراسات الخليج بجامعة البصرة عام 1396ه (1976) بعضوية عدد محدود من المراكز، أما الآن فالأمانة العامة تضم في عضويتها 12 عضواً. ويهدف هذا التجمع العلمي إلى النهوض بأنشطة البحث التاريخي والوثائقي في المنطقة وتهيئة المدخلات العلمية لتلك الأنشطة بتوفير الوثائق والمخطوطات والمؤلفات التي تخدم الباحثين والباحثات في مجالات التاريخ والجغرافيا والآثار، من خلال إثراء المكتبة بالمؤلفات والبحوث والدراسات وكذلك الكتب المترجمة في مجال تخصص أعضائها، ونشر البحوث والكتب والدراسات في مجال اهتمامها وتنظيم اللقاءات والندوات والمحاضرات التي تلقي الضوء على الجانب التاريخي للمنطقة، صياغة وسائل تعاون بين الأعضاء لتبادل المعلومات والخبرات وتنسيق البحوث والمشاريع العلمية المشتركة، وإيجاد قنوات تعاون مع المؤسسات والهيئات والمراكز العربية والدولية الأخرى التي تنسجم أهدافها مع أهداف الأمانة العامة وتقديم المشورة العلمية والتاريخية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والرفع من شأن البحث العلمي وفق العمل المؤسسي. وكان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الشؤون الإسلامية رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية البحريني الرئيس الفخري للأمانة العامة لمراكز الوثائق والدراسات في دول المجلس الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة الذي تولى أمانتها العامة خلال الفترة 1405ه - 1426ه (1985 - 2006 قد أكد في أكثر من مناسبة للأمانة العامة أنها تقوم بدور ريادي في خدمة التراث الخليجي وتحفيز الأنشطة البحثية عن تاريخ الخليج المشرق واستجلاء العلاقات التاريخية بين شعوبه المتقاربة. وتسعى الأمانة العامة لجذب أعضاء جدد لتوسيع دائرة عملها وتقوية تجمعها للقيام بأدوار علمية مؤثرة تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي تعزز من مكانة البحث العلمي في المؤسسات الرسمية في المنطقة. وقال الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز السعودية الدكتور فهد بن عبدالله السماري الذي تولى منصب الأمين العام للأمانة العامة لمراكز الوثائق والدراسات في دول مجلس التعاون منذ أربع سنوات بهذا الشأن: «المادة التاريخية بجوانبها لمنطقة الخليج العربي كافة تستحق جهوداً مضنية وحثيثة قد لا يستطيعها غير العمل الجماعي، ولا سيما أنها مترابطة ومتشابكة ومتشابهة بين دول المنطقة ولذلك نحاول جذب مؤسسات ومراكز وهيئات جديدة لتكوين قاعدة عمل متينة وواسعة تخدم الجميع، كما نحاول مد جسور تواصل مع مؤسسات وهيئات عربية ودولية مثيلة من خلال مجلس التعاون الخليجي لإعادة الوثائق الخليجية إلى بيئتها الأولى». ويحمل الاجتماع الذي يحتضنه مركز زايد للتراث والتاريخ في مدينة العين في الإمارات خلال المدة من 22 - 24 أيار (مايو) 2009 الرقم 25 في مسيرة الأمانة العامة لمراكز الوثائق والدراسات في دول الخليج الحافلة بعدد من المواضيع المتخصصة التي تندرج تحت استراتيجية الأمانة العامة.