بعد مرور 380 مباراة مثيرة في موسم غريب من الدوري الانكليزي، جاء حسم اللقب في الوقت بدل الضائع من المباراة الاخيرة في موسم مجنون، الذي شهد تتويج مانشستر سيتي بلقبه الاول منذ 44 عاماً. "نهاية مجنونة لموسم مجنون"، هكذا كانت كلمات المدرب الايطالي روبرتو مانشيني عقب فوز فريقه مانشستر سيتي الشاق على كوينز بارك رينجرز بتسجيله هدفين في الوقت بدل الضائع ضمنا له اللقب... المدرب الايطالي كان يتحدث ربما عن هذه المباراة، لكن منافسات كثيرة في هذه الموسم الغريب أثارت الدهشة، خصوصاً في المباريات التي التقى فيها الكبار، على غرار مان يونايتد 8 ارسنال 2، توتنهام 1 مان سيتي 5، مان يونايتد 1 مان سيتي 6، تشلسي 3 ارسنال 5، ارسنال 5 توتنهام 2، ليفربول 4 تشلسي 1، كلها مباريات مثيرة ونتائج مجنونة لم يعتد مشجعو الكرة الانكليزية رؤيتها في ملاعبه بين الكبار، حتى الصراع على اللقب وتقلباته كان مثيراً، ففي حين اعتلى مان سيتي الترتيب على مدى نحو خمسة أشهر وتقدم بفارق خمس نقاط عن أقرب منافسيه، الا انه فقدها في غضون ثلاث مباريات منحت الافضلية لجاره يونايتد الذي بدوره تقدم بفارق ثماني نقاط كان بها الأقرب الى اللقب لولا هذه المباراة"النحس والغريبة"بحسب اليكس فيرغسون، عندما فقد فريقه تقدمه 4-2 على ايفرتون ليتعادل الاخير 4-4 في الدقائق السبع الاخيرة، وهي باعتراف السير أفقدت فريقه اللقب. الموسم المجنون شهد أيضاً سقوط ثلاثة فرق من المؤسسين للدوري في 1888، للمرة الاولى في تاريخ الكرة الانكليزية عندما هبطت الفرق العريقة ولفرهامبتون وبلاكبيرن وبولتون، كما انها من النوادر ان ينجح الثلاثي الصاعد الجديد في البقاء معاً في أول موسم، حتى ان نتائج نوريتش وسوانزي كانت مثيرة ولافتة وعكست جمالية"البريمير ليغ"، اضافة الى النتائج المدوية التي حققها ويغان طيلة الشهر الماضي بتغلبه على الكبار في مباريات متلاحقة. وعلى رغم ان الدوري تنافس عليه حصانان سيتي ويونايتد أخفقا في دوري أبطال اوروبا وخرجا من دور المجموعات، حتى انهما أخفقا في المسابقة الاوروبية الرديفة امام فرق مغمورة، الا ان المنافسة كانت شرسة وعلى أعلى مستوى مهاري وفني. أكثر ما أثار الدهشة كان موسم تشلسي الغريب، الذي كان حتى مطلع فبراير في طريقه ليكون الأسوأ تحت ملكية رومان أبراموفيتش، بعد اخفاق المدرب البرتغالي اندريه فيلاش بواش، وتمرد مخضرمو الفريق عليه، لكن فجأة جاء مساعده روبرتو دي ماتيو وقلب حاله رأساً على عقب، ونجح في نشل الفريق من أزماته واعادة الروح الى نجومه واليوم ينظر أنصاره الى موسم قد يكون الأفضل في تاريخ النادي لو نجح في الفوز بالمباراة النهائية"للتشامبيونز ليغ"ضد بايرن ميونيخ، واضافة لقب آخر الى جانب كأس انكلترا الذي أحرزه الشهر الماضي. ليفربول بطل كأس المحترفين، بدأ واعداً وخبى في النهاية ليحتل المركز الثامن، لكن يحسب لمدربه أخذ الفريق الى نهائيين، أحرز أحدهما، لكن هل هذا سيشفع لكيني دالغليش الذي يبحث في مستقبله مع مالك النادي في الولايات المتحدة؟ القصة العاطفية في الموسم، وحصان أسود البطولة، كان نيوكاسل، الذي رفضه العديد من النقاد، لكن مدربه آلان باردو نجح في صنع فريق مثير يتقدمه المهاجمان السنغاليان ديمبا با، الذي تألق في النصف الاول وسجل العديد من الاهداف، ليكمل مواطنه بابيس سيتي النصف الثاني من الموسم بأهداف ألهبت الاحاسيس، لكنه سقط عند الحاجز الاخير ليفقد فرصة التأهل الى دوري الابطال. لطالما راهن الدوري الانكليزي على"الروح القتالية"وأسلوب بذل الجهد حتى الموت، وهذه كانت السمة السائدة في غالبية الفرق التي جميعها تذوقت الحلاوة والمرارة في موسم جنوني، كانت ختامها انه بعد 16072 يوماً و1817 مباراة و707 انتصارات و626 هزيمة و485 تعادلاً وتسجيله 2518 هدفاً وتلقي شباكه 2226 هدفاً، والاستعانة ب21 مدرباً و373 لاعباً وبعد 4 مواسم صعود و4 مواسم هبوط نجح مانشستر سيتي في الفوز بالدوري مرة أخرى!