هل سيكون شعار تشلسي"الانتقام"خلال المواجهة المرتقبة مع برشلونة في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا؟ مضت 3 سنوات منذ المباراة المحمومة بين الفريقين في نفس الدور والتي عبر على إثرها"الميرينغي"إلى المباراة النهائية ليهزم مانشستر يونايتد 3-1 في موقعة مشهودة على استاد الأولمبيكو في العاصمة الإيطالية روما. لحظة فوز"البلوز"3-1 بمجموع المباراتين على بنفيكا البرتغالي 1-صفر ذهاباً و2-1 إياباً قال لاعب وسط تشلسي المخضرم فرنك لامبارد إن هناك حساباً لم ينتهِ مع الفريق الكاتالوني وهو يقصد"ثأر"بطريقة غير مباشرة من المدير الفني الشاب خوسيب غوارديولا وكتيبته. المدير الفني الموقت روبرتو دي ماتيو كان له رأي أيضاً حين قال إن اللاعبين لا يزالون يعيشون هاجس ما حصل قبل ثلاث سنوات ويعجزون عن النسيان، وتحدث ماتيو عن استراتيجية خاصة للتعامل مع ليونيل ميسي والثنائي السحري في وسط برشلونة تشافي هيرنانديز واندرياس انييستا. في مباراة نصف نهائي تلك عام 2009 عاد تشلسي من"كامب نو"بتعادل سلبي مقبول أمام برشلونة واستقبلوا الضيوف بهدف لمايكل ايسيان وكانت كل الطرق تؤدي إلى مواجهة إنكليزية ? إنكليزية في النهائي إلا أن تسدية يسارية صاروخية لأنييستا منحت التعادل لبرشلونة في الوقت القاتل من عمر المباراة. لكن فصول تلك المباراة لم تنتهِ بعد فما زال الحديث حول ركلات جزاء لمصلحة أصحاب الأرض تجاهلها الحكم النرويجي توم اوفيربو. الذكرى التي لا تزال تؤلم أبناء وجماهير ستامفورد بريدج، لكن الفرصة باتت قائمة لنسيانها بعد ركلة جزاء للامبارد وهدف لراؤول ميريليس أمام بنفيكا حصلوا معها على تذكرة العبور للوقوف وجهاً لوجه من جديد أمام العملاق الكاتالوني. المعادلة ستكون مختلفة هذه المرة فالفريق اللندني يجب أن يكون أكثر قوة وجاهزية حين يقابل ميسى ورفاقه الذين يعيشون أفضل مراحلهم الفنية وروبرتو دي ماتيو يدرك ذلك جيداً. برشلونة واصل التطور وحقق لقب دوري أبطال أوروبا بعد مواجهة عام 2009 في الوقت الذي تراجع فيه تشلسي خطوات كبيرة للخلف، لكن ما قدمه المدرب الإيطالي الشاب أمام نابولي ثم بنفيكا أعاد لهم الاحترام المفقود أوروبياً. منذ أن تسلم دي ماتيو تدريب تشلسي خلفاً للمدير الفني البرتغالي اندريه فيلاش بواش المقال لعب 9 مباريات خسر واحدة فقط، كما نجح في الوصول إلى دور الأربعة في البطولة الأوروبية التي كانت بعيدة عن توقعاتهم قبل أسابيع. للعبور إلى المباراة النهائية ومقابلة الفائز من لقاء ريال مدريد وبايرن ميونيخ يحتاج تشلسي إلى تقديم أداء مختلف عمّا قدمه في الدوري الإنكليزي أمام فرق مثل مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وأرسنال وحتى توتنهام وليفربول. لا أحد يشك في قدرات تشلسي في الوصول إلى دور الأربعة فهو وصل إلى هذا الدور في 6 مناسبات خلال السنوات التسع الماضية لكنه لم يتذوق حلاوة اللعب في النهائي إلا مرة واحدة خسرها أمام مانشستر يونايتد في موسكو عام 2008 وبركلات الترجيح. النقاد يعرفون أن تشلسي لا يقلق هذه المرة، خصوصاً بعد الذي شاهده من الفريق اللندني على ملعبه وبين جماهيره، إذ انتظر هدفاً في الوقت المحتسب بدل الضائع لميريليس للتخلص من خطر بنفيكا الذي كان يلعب بعشرة لاعبين منذ نهاية الشوط الأول تقريباً. وبالعودة إلى الاستحواذ على الكرة في لقاء بنفيكا، فإن الفريق البرتغالي لم ينجح في اللمسة الأخيرة فقط رغم أداء صانع ألعابه الأرجنتيني المميز بابلو ايمار، ما يشير إلى أن الوقائع ستكون مختلفة أمام أساتذة التمرير والسيطرة في الفريق الكاتالوني. ويذهب النقاد بعيداً في الكشف عن الخلل في وسط تشلسي بإلقاء الضوء على ما قدمه إيمار الذي أرهق لامبارد والنيجيري جون اوبي ميكيل ويتساءلون كيف سيكون الوضع في مواجهة ميسي وتشافي وانييستا ومن معهم؟ من الصعب تخيل برشلونة وميسي في قلب الهجوم لكن هناك من يؤكد أن برشلونة يواجه صعوبة في معاقبة خصومه بعيداً عن استاد"نوكامب". على تشلسي أن يكون متسلحاً بالتركيز والقدرة على استغلال الفرص كما حصل أمام بنفيكا، إضافة إلى قدرات دفاعية غير عادية في الوقت ذاته. دروغبا كان أكثر المتضررين في أمسية عام 2009، إذ يذكر الكل ردة فعله الجنونية بعد صافرة النهاية اعتراضاً على الحكم النرويجي فعبر عن شعوره بشكل واضح أمام عدسات وسائل الإعلام، لكن قرار مشاركته هذه المرة ينتظر موافقة دي ماتيو الذي قد يسعى لإشراكه رغبة في إشغال بيول وزملائه. ولن يواجه تشلسي برشلونه فقط بل أيضاً برنامج مباريات مضغوط، إذ سيواجه خصمه توتنهام في نصف نهائي كأس إنكلترا على استاد ويمبلي رغبة في مواصلة القتال للحصول على مركز مؤهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل. حلم مالك النادي المليونير رومان ابراموفيتش بالفوز باللقب الأوروبي تحول كابوساً غير مرة أولها بهدف خاطف أمام ليفربول ومرة ثانية بركلة جزاء ضائعة في نهائي موسكو أمام مانشستر يونايتد وثالثة بأخطاء تحكيمية فادحة، واليوم تؤكد كل المؤشرات أن تشلسي يحتاج إلى الحظ وليس الانتقام لعبور برشلونة.