عرفت محافظة الخرج أنها أرض مياه، واكتسبت اسمها منذ القدم من مضمون طبيعتها الجغرافية التي تميزت بوفرة إنتاجها الزراعي وخصوبة أراضيها وعذوبة مياهها، إذ توجد فيها الكثير من الينابيع الطبيعية التي كانت تمد المزارع والمشاريع الزراعية بالمياه عبر مجموعة من القنوات والجداول المائية الجميلة، إلا أن زيادة استهلاكها في العقدين الماضيين أثرت في نضوبها التدريجي. وتتميز عيون المحافظة منذ زمن طويل بمياهها الباردة خلال فصل الصيف، والدافئة خلال الشتاء، إذ توفر تلك العيون المائية أجواء جميلة يعشقها الناس، خصوصاً أنها تفيض وتسيح على وجه الأرض بكميات كبيرة، في الأودية التي تخترق مدينة السيح، التي اكتسبت هذا الاسم لجريان المياه فيها طوال العام، ما يجعلها تشهد إقبالاً كبيراً من الزوار الذين يفدون إليها من داخل وخارج المملكة من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي. ويعد مشروع الخرج الزراعي التاريخي الذي أمر بإنشائه الملك عبدالعزيز أول مشروع زراعي متكامل يقام في المملكة، ومن أهم المشاريع الزراعية التي كانت تروى من مياه العيون، كما تعتبر عين الضلع الواقعة جنوب غربي مدينة السيح من أكبر العيون المائية في المملكة، إضافة إلى وجود الكثير من العيون والينابيع ذات المياه المعدنية الكبريتية، التي كانت لها مكانة مهمة منذ القدم، وأشهرها عين سمحة وعين أم خيسة وعين خفس دغرة وعين فرزان. وكانت العيون المصدر الرئيسي لإمدادات المياه لجميع الاستخدامات في واحة الخرج، وبدأت كمياتها ومناسيبها في الانخفاض التدريجي خلال العقدين الماضيين، نتيجة لزيادة سحب واستهلاك المياه من الطبقة المغذية لها بعد التوسع في حفر الآبار الارتوازية من المزارعين، خصوصاً المشاريع الزراعية والحيوانية الكبرى، ما أدى بدوره إلى توقف التدفق الطبيعي في جميع العيون والنضوب التدريجي للعيون الأقل عمقاً، التي يتراوح عمقها بين 5 و16 متراً ثم الأكثر عمقاً.