على مدى سنين طويلة، قدمت لنا الرياضة السعودية نجوماً ومواهب رياضية كبيرة، أسهمت في رفع قيمة رياضتنا، ووصولها إلى المحافل العالمية بصورة مشرفة. هؤلاء قدموا الكثير للوطن، وبعد انتهاء مهمتهم فتحوا المجال لغيرهم لتستمر عجلة التطور بالدوران. ما شهدته الرياضة السعودية من تطور كان خلفه كثيرون، فالمسؤولون الذين تعاقبوا على إدارة شؤون الشباب الرياضي كان لهم دور كبير خلف هذه الإنجازات. هؤلاء المسؤولون جمعتهم مظلة الجهة الرسمية المسؤولة عن رعاية الشباب فمنهم من أنهى مهمته، واتجه الى واجب وطني في مجال آخر، ومنهم من توفاه الله، ومنهم من لا يزال مستمراً إلى هذه اللحظة. دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب لا يخفى على احد، ودور العاملين بها واضح، وجلي في دعم تطور الرياضة وخدمة الشباب الرياضي، ولكن كل عمل يكون فيه ايجابيات وسلبيات. برأيي الشخصي أن من سلبيات العمل في الرئاسة العامة هو البطء في عملية التطوير، وهذا الأمر له مسببات عديدة لكن سأتوقف عند نقطة مهمة تمثل برأيي السبب الأهم لبطء عملية التطوير، وهي الإبقاء على أسماء معينة لسنوات طويلة، وعدم إعطاء فرصة للشباب. في السنوات ال20 الماضية تغير شكل العالم، وتغيرت أساليب التعامل مع القضايا، فالتطور الإلكتروني ودخول التقنية في عالم الإدارة سهل كثيراً من الأمور على مستخدمي التقنية، وبدأت الدول المتقدمة بخطوات جدية للقضاء على الروتين الممل، لزيادة إنتاجية موظفيها بما ينعكس على العمل بشكل ايجابي لتكون النتائج أفضل، وهذا الأمر لا نشاهده في الرئاسة العامة لرعاية الشباب مع العلم أن المسؤول الأول في رعاية الشباب قدم كل التسهيلات الممكنة لتطوير العمل داخل هذه المؤسسة، ولكن لا يمكن أن يتم تطبيق هذا الأمر في ظل وجود أشخاص لا يستوعبون أهمية وقيمة تجديد الدماء والأفكار، حتى وإن كانوا يملكون خبرة كبيرة. إذا كانت الرئاسة العامة لرعاية الشباب تريد ان تواكب التطور الرياضي العالمي عليها في البداية اتخاذ خطوات تطويرية من داخل المؤسسة، وإعطاء الجيل الجديد الذي يتحدث ويستوعب لغة التقنية والعلوم الحديثة فرصة العمل في المؤسسة، وأن تستقطب الشباب الأكفاء وتعطيهم الثقة وتغير جلد المؤسسة من الداخل بالكامل. هذا زمن الانترنت والتقنية والسرعة، وهذه الأمور تحتاج شباباً متعلماً متخصصاً، يستطيع أن يواكب هذا التطور المتسارع أما من يعمل بالأسلوب القديم البطء فيجب علينا تكريمه وشكره وإعطاؤه الفرصة ليرتاح، لكي يجد غيره من الشباب الفرصة لخدمة الوطن..هذه هي سنة الحياة. [email protected]