اللهم لا حسد... اللهم زد وبارك، دعوات يرددها صديقي الشاب كلما عبرنا بجانب احد البنوك السعودية. يقول لي صديقي إنه يستغرب حجم الأموال التي يتركها الناس لهذه البنوك، ويستغرب أكثر من أن البنوك لا ترد العطاء بالعطاء، والمقصود من أن الناس تترك أموالها للبنوك، أننا شعب رزقنا الله نعمة الإسلام، ولا نقبل بالفوائد الربوية فلذلك تجد أن معظم المواطنين السعوديين يتركون فوائد أموالهم للبنوك ليتصرفوا بها كما يشاؤون وهذا حق من حقوقهم، ولكن صديقي يسأل وهو الشاب السعودي الفقير جداً الذي يعمل في احد الأندية الرياضية بمهنة لاعب... ماذا قدمت البنوك الكبيرة والصغيرة منه له، ولأمثاله تحت بند المسؤولية الاجتماعية. صديقي لا يعلم أن البنوك يديرها رجال مال، ومعظمهم لا يعترفون بأي شيء آخر غير المال، ولا يهمهم أن يقال عنهم إنهم بخلاء لأنهم اخترعوا أسماء أخرى للبخل يصفون أنفسهم بها مثل اقتصادي أو مقتصد، أو غيرها من الأسماء... ولا يعلم صديقي"اللاعب"أن إدارات البنوك المحترمة لا تنظر في أحوال المديونين من الناحية الإنسانية، فهذا الأمر لا يعنيهم البتة، ولذلك تجد الكثير من الشباب يعملون لسنوات طويلة من أجل أن يسددوا للبنوك ديونهم بفوائد لا يقبلها عقل ولا منطق. ولا أظن صديقي اللاعب يعلم أن البنوك في أوروبا تمثل النسبة الأكبر في المشاركة الاجتماعية مع أنهم يدفعون جزءاً كبيراً من أرباحهم للدول التي يعملون بها، وبنوكنا العزيزة لا تدفع ضرائب ومشاركاتها الاجتماعية مخجلة. صديقي لا يعلم عن دور البنوك الأوروبية في دعم الرياضة من خلال الإعلان، فمثلاً الدوري الانكليزي يرعاه بنك، ونادي ليفربول الانكليزي يرعاه بنك آخر، وهذه أمثلة بسيطة، وهي رداً على من يقول إن البنوك لا ترعى الأندية بسبب أنهم يخشون حساسية الجماهير مع الأندية المنافسة. صديقي لا يعلم أن بنوكنا الغنية بخيلة، ولم ولن تنظر له ولأمثاله، إلا إذا اجبروا على ذلك... لذلك لن أدعو الله لهم، وأقول اللهم زد وبارك... وأعرف جيداً أن هذا لا يهمهم. [email protected]