شهدت مدينة مونتريال الكندية مؤتمراً دولياً حول التنمية العربية، هو الأول من نوعه منذ اندلاع الانتفاضات العربية، ونجح في استقطاب عدد من الأسماء البارزة، من بينهم نايف المطوع الذي امتدحه الرئيس الأميركي باراك أوباما على ابتكاره الشخصيات الخارقة في برنامج الرسوم المتحركة الإسلامي «ال 99» والتي تعمل للخير العام. وشاركت في المؤتمر، الذي عُقد ما بين السابع والتاسع من الشهر الجاري ونظّمته كوادر شبابية من «جامعة ميغيل»، وشركة «طيران الاتحاد» الإماراتية و «جامعة هارفارد» والبنك الدولي و «الجامعة الأميركية في القاهرة»، وحضره مئات المشاركين، وفود من بعض الدول العربية والغربية من أوروبا والولاياتالمتحدة. وقال أحد المنظمين ويدعى أحمد البغدادي، إن الهدف من المؤتمر هو تعاون الشباب العربي مع أقرانهم في المنطقة العربية لتطوير المنطقة، إضافة إلى الرغبة في التواصل معهم وتقديم أفكار واقتراحات وتطوير مشاريع تساند مساعي التنمية السياسية والاقتصادية والعلمية والاجتماعية في المنطقة. وقال: «أثبت الشباب العرب اليوم قدرتهم على الدفع نحو التغيير، ولدينا اليوم مئات الطلبات للانضمام إلينا من المنطقة العربية وغيرها، وهدفنا في المستقبل سيكون تطوير مشاريع حقيقية للتنمية في المنطقة العربية». ودعا المطوع، الحائز على دكتوراه في الطب النفسي، الحضور في أولى جلسات المؤتمر إلى تطوير «رؤيتنا لأنفسنا»، موضحاً أن تغيير هذه الرؤية يشكّل خطوة أساسية في تحقيق أي هدف كبير، وفي تغيير الأفكار السائدة عن العرب والمسلمين. وقال في حديث إلى «الحياة»: «أنا هنا اليوم لأعرض قصة نجاحي الشخصية في مجال الابتكار، ونجاحي في تطوير فكرة لتصبح مشروعاً تجارياً جذب عشرات الملايين من الدولارات للاستثمار ووظف نحو ألف شخص في فترة قصيرة نسبياً». وأضاف: «تُرتكب اليوم فظائع باسم الإسلام، لكن يجب معرفة الوجه الحقيقي المتسامح لهذا الدين، ومهم ألا نرى أنفسنا كما يرانا الآخرين إن أردنا تحقيق أي نجاح». وحظي برنامج الرسوم المتحركة «ال 99»، وأبطاله وهم أول مجموعة من الأبطال الخارقين استُقيت فكرتهم من الثقافة الإسلامية، باهتمام وسائل الإعلام، إذ اعتبرته مجلة «فوربس» أحد أكثر 20 برنامجاً شعبياً في العالم. إلا أن المطوع، الذي يتوقّع أن يُعرض برنامجه في قنوات رئيسة في المنطقة العربية قريباً، بما فيها قنوات مجموعة «أم بي سي» الفضائية، يتعرّض حالياً إلى حملة تحاول منع ابتكاره في الولاياتالمتحدة على اعتبار انه يشجع الأطفال على نظرية الجهاد، على رغم شراء بعض من القنوات الرئيسة حقوق عرض البرنامج. وشارك في المؤتمر، الذي عقد في إطار «مبادرة التنمية العربية»، نحو 500 شخص، وتناولت الجلسات الرئيسة ستة عناوين، من بينها التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والقانونية والعلمية والثقافية. وبحث المشاركون في قضايا تتدرّج من التسامح الديني إلى تطبيقات الشريعة وقضايا تعليم المرأة وأهمية دورها السياسي والاقتصادي وتطوير النظم الاقتصادية وحماية البيئة ومقاومة الأمراض المزمنة في الدول العربية، إلى جانب تجارب تنموية عملية في الشرق الأوسط نفذها أشخاص نقلوا معرفتهم إلى هذه الدول.