النظام السوري يقول إنه يدعو إلى الحوار لكن المعارضة رفضت، ويتجاهل بأن الحوار يأتي بعد تطبيق البنود الأولى لخطة كوفي أنان، التي لم تطبق من نظام الأسد، لذا كيف يدعو إلى حوار على جثث السوريين؟ ثم هو يريد أن يتجاوز مع معارضيه من صناعة النظام نفسه، وهي معارضة الداخل، وبلا شك بأن جميع هؤلاء ممن قبل بشار الأسد أن يكون رئيساً، أي أنهم ممن يدورون في فلك نظامه، وبالتالي هو يريد حواراً مع نفسه تحت مظلة الدكتور المجرم بشار الأسد. الغرب إلى الآن لا يتعامل بواقعية مع الثورة السورية، فهو إلى الآن لم يقدم أي حل منطقي للأزمة، حتى تلكا لحلول التي يراد من خلالها تطبيق النموذج اليمني على سورية فهي لا تلبي طموح الشعب، فالشعب السوري لن يقبل بأي حال من الأحوال نجاة الأسد ونفيه إلى موسكو أو طهران في مقابل بقاء جيشه وأجهزته الأمنية، وهذا الحل هو ذاته ما أيده إيهود باراك ممثلاً رغبة إسرائيل في بقاء جوهر كيان الأسد، حتى وإن رحل الأسد، فهذا الحل لن يقبله الشعب، بل لا بد من إسقاط نظام الأسد بالكلية، مع إعادة تشكيل الجيش السوري الحر، وكذلك إعادة تشكيل الأجهزة الأمنية وفق آليات وطنية تمنع عودة عصور القمع والاستبداد. إن على المجتمع الدولي التحرك عسكرياً الآن لضرب قوات وميلشيات الأسد العلوية قبل أن تصبح الطائفة العلوية بمجملها هي الهدف المباشر للثورة السورية، كونها تحولت في نظر غالبية السوريين إلى حاضنة النظام الأسدي، وذريعة الغرب بأن التدخل العسكري قد يدخل البلاد في أتون حرب أهلية لا تستقيم مع ما نراه على الواقع، إذ إننا نشهد حرباً أهلية تمارسها طائفة مسلحة ضد الشعب السوري، ولذا يجب وقف هذه الطائفة الآن قبل أن يتحرك الشعب بكليته لإيقافها بقوة السلاح، ولذلك فإن الواقع أصبح أن التدخل العسكري بضرب عصابات الأسد الطائفية وإيقافها هو الكفيل بمنع انسياق البلد نحو حرب أهلية رداً على جرائم النظام الطائفي. نزار عبداللطيف بنجابي [email protected]