قال مسؤولون سعوديون ل"الحياة"أمس إن الجهات المتخصصة في المملكة ستنخرط في اجتماعات على مستويات عدة لاستخلاص الدروس من أخطاء موسم حج عام 1433ه، والعمل على استحداث مزيد من التحسينات على أداء القطاعات التابعة لها في موسم الحج المقبل. وأشاروا إلى أن السعودية ستنفذ خلال السنة الهجرية الجديدة 1434ه مشاريع جديدة لمصلحة ضيوف الرحمن الذين تمضي أعدادهم في تنامٍ كلَّ عام، خصوصاً محاولة سد الثغرات بوجه عمليات التسلل من خلال بناء سور حول مشعر الله الحرام عرفات بحسب ما أعلن أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أول من أمس. وأكد وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير أحمد بن عبدالعزيز أول من أمس أنه"لا بد من حصول أخطاء"، مؤكداً عزم السعودية على درسها والإفادة منها، والاستعداد بمشاريع جديدة لاستقبال عدد أكبر من الحجاج في مواسم مقبلة. راجع ص3و4و7 وقال خبراء في شؤون إدارة الحشود تحدثت إليهم"الحياة"في جدة أمس إن من شأن سور عرفات أن يغلق الطريق بأوجه الحجاج غير النظاميين، وجلُّهم مقيمون في السعودية، ويؤدي بالتالي إلى تقليص ظاهرة الافتراش التي تعرقل سلاسة المرور في المشاعر المقدسة، وتتسبب في الزحام وزيادة كميات النفايات. وكان أمير منطقة مكةالمكرمة ذكر أول من أمس أن الأجهزة المتخصصة رصدت أكثر من 650 ألف متسلل، وهو ما جعل العدد الكلي للحجيج يقارب أربعة ملايين حاج، فيما تتمسك مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات بأن عدد حجاج هذا العام بلغ 3.1 مليون حاج.لكن متخصصين لاحظوا أن السور المزمع الذي أقر مجلس الوزراء السعودي إنشاءه لن يعالج جذور ظاهرتي التسلل والافتراش، والتي تتمثل في ارتفاع أسعار حملات حجاج الداخل، وخلو ما رخصت كلفته من الخدمات للحجاج. وذكر مسؤولون أن ملاحظات أبداها وزير الداخلية السعودي رئيس اللجنة العليا للحج الأمير أحمد بن عبدالعزيز، في مؤتمره الصحافي في منى عشية يوم التروية، تطرقت إلى سلبيات حملات الحج الفاخرة، واقتطاعها مساحات على حساب المساحة المحدودة أصلاً في منى وعرفات. كما أن من الحوادث التي ستخضع للدرس والعلاج ظاهرة تأخر قطار المشاعر في عرفات. وكان أمير منطقة مكةالمكرمة أمر بالتحقيق في تلك الحادثة لمحاسبة المقصرين فيها. وأكد وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا استعداد المملكة لاستقبال مزيد من الحجاج في المواسم المقبلة. وقال:"نحن نتوقع مزيداً من الحجيج الأعوام المقبلة، ولهذا تُعمل الخطط والترتيبات لاستقبال أعداد أكبر". وقال - خلال استقباله مساء أول من أمس قادة قوات أمن الحج لهذا العام 1433ه - إن لجنة الحج العليا ستستفيد من الأخطاء التي قد تحدث. وأضاف:"لا بد من أخطاء تحصل بين وقت وآخر، ونحمد الله أنها قليلة ونادرة، ومع هذا مرصودة وتعالج كل موسم، وكل حج نستفيد مما يحصل فيه، ونعمل من أجل أن يكون الحج أفضل في الأعوام المقبلة". وأنهى المتبقون من حجاج بيت الله الحرام أمس الإثنين مناسك حجهم، بعد أن منّ الله عليهم بأداء الركن الخامس من الإسلام. ورمى الحجاج أمس - آخر أيام التشريق - الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى، فالوسطى ثم جمرة العقبة. وتوافد الحجاج على المسجد الحرام لأداء طواف الوداع، تصاحبهم استعدادات وتجهيزات يشرف عليها رجال الأمن العام وقوى الأمن الداخلي والحرس الوطني والمرور والكشافة والدفاع المدني وغيرها من الجهات المعنية بخدمة الحجيج لتنظيم حركة التفويج لمنع الاختناقات والتدافع فضلاً عن سيارات الإسعاف التابعة لوزارة الصحة وهيئة الهلال الأحمر السعودي التي توزعت في مناطق عدة. ويشهد المسجد الحرام كثافة كبيرة من الحجاج لأداء طواف الإفاضة والوداع، وقد امتلأ صحن المطاف بكامل طاقته الاستيعابية والتي تقدر بأكثر من 70 ألفاً في الساعة، ويتم تحويل الفائض عن الطاقة الاستيعابية للمطاف إلى الدور الأول من المسجد الحرام وسطح المسجد الحرام. ولم يحدث أي تدافع بين الحجاج، على رغم الكثافة الكبيرة. وجندت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ستة آلاف موظف، تم توزيعهم على أروقة وأدوار المسجد الحرام لتوعية وتوجيه وإرشاد الحجاج وتنظيم الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام، ومنع الجلوس في المشايات والممرات المؤدية إلى صحن المطاف، وتوزيع الكتيبات والمطويات التوعوية بعدد من اللغات، علاوة على تكثيف برامج الوعظ والإرشاد والتوجيه، والرد على أسئلة واستفسارات وفود الرحمن، ومراقبة عملية الطواف والسعي، وتخصيص عدد من العربات للسعي بالمجان، وعربات خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة. ونشرت إدارة الدفاع المدني أكثر من 1000 مسعف في 30 نقطة في صحن المطاف والمسعى والمداخل الرئيسية للمسجد الحرام، لتقديم الخدمات الإسعافية للحالات الطارئة التي قد تحدث لبعض الحجاج كالإجهاد وغيره، إضافة إلى المراكز الصحية الموجودة داخل المسجد الحرام المجهزة بكل ما تحتاج إليه من كوادر طبية ومستلزمات طبية. وتوجهت جموع الحجاج بعد إكمال نسكها إلى منافذ المغادرة البرية والبحرية والجوية، فيما اتجهت بعض الجموع إلى المدينةالمنورة لزيارة المسجد النبوي.