لم ينجو الكاتب السعودي صالح الشيحي بفعلته، حينما حاول قذف مثقفات سعوديات لهن تجربة في الكتابة صراحة، هن بحسب مثقفين، تفوق تجربة الواحدة منهن سنوات عمره، ملقياً التهم عليهن جزافاً ومن دون أدلة. وهاجم مثقفون في مواقع التواصل الاجتماعي"تويتر"، ما كتبه الشيحي، معتبرين أنه نموذج للكاتب"المتخبط الذي يملؤه الخواء، ويناقض ما ينادي به في مقالاته الشحيحة الأهمية"، بحسب ما كتب محمود الخيواني. وتمنى أحد الكتاب لو أن الشيحي اعتبر تغريدته تلك"انفعالاً لحظوياً، غير أنه أصر أنها وليدة رؤية متراكمة على مدى عدد من اللقاءات الثقافية... تولد لدي انطباع سيئ جداً عن بعض المثقفين والمثقفات". وقال كتاب إن الشيحي، الذي ذكر في تغريدته:"ما يحدث في بهو ماريوت على هامش ملتقى المثقفين عار وخزي على الثقافة. آمنت أن مشروع التنوير الثقافي المزعوم في السعودية يدور حول المرأة"، لا يمتلك"وعياً ناضجاً، وأن تفكيره ينطلق من أعضائه السفلية، لذلك هو يصب كلماته الجوفاء، على مثقفات عرف عنهن الجدية، وتقديم مشاريع ثقافية مميزة، ولا يتسولن من خلال مقالاتهن، ذلك الوزير أو هذا المسؤول". وأشار الدكتور عبد الله الغذامي إلى أن ما كتب يمس"سمعة أشخاص وليس رؤية فكرية"، معتبراً أن هذا"خطر عظيم يمس الذمة والسمعة وأعوذ بالله أن أقترب من شرف الناس. يجب علينا كلنا أن نتقي الله في ما نقول وما ننقل ولا نحمل ذممنا سوء الكلام لمجرد السماع، ويحه من يخوض في الأعراض ولا يندى له جبين، ويلنا ويلنا لكل منا أن يقول ما يشاء وبالشجاعة التي يستطيع إلا في الأعراض، إلا في الأعراض إلا في الأعراض، ولا تبرير أبداً لقول يمس الشرف والعرض". اللافت في الأمر أن التيار المناهض للثقافة الجديدة ولأي دور حيوي للمرأة، استغل كلام الشيحي، وراح يهاجم الثقافة والمثقفين،"الواضح من تلميحات الشيحي وعدم قدرته على التصريح ولا لوم عليه في ذلك أن المثقفات خصوصاً الطقم الجديد منهن عرفن الشغلة بوضوح تام وعرفن أن القضية ليست ثقافة بحتة، فأحببن اختصار الطريق للمجد". من ناحية أخرى توعد الروائي والكاتب الصحافي عبده خال الشيحي بمقاضاته، بتهمة"القذف". وكتب في"تويتر"مخاطباً الشيحي:"أخي صالح : هل من النبل أن تمضي لشأنك بينما أعراض الناس تهتك بألسنة حداد، وهل من الدين أن تمارس القذف وتمضي. اتق الله فنحن ننتظر، خرجت تهمتك عن الحدود، فإما أن تثبت وإما أن تنتظر دعوة قضائية بتهمة القذف، فاعتذر قبل أن تصل إلى هناك". فيما تعجبت الدكتورة لمياء باعشن مما كتب، وقالت:"عجيب أمرك يا صالح، لقد شملتني في تعميم مخجل لكل امرأة. أدخل للهاش تاق باسمك، وانظر ماذا فعلت بالمثقفات في المجمل: عهر وسفالة". وبدوره أكد المحامي عبد الرحمن اللاحم إن القاعدة الشرعية الخالدة: البينة أو حدٌ في ظهرك. وتطبيقها المعاصر: الإثبات أو العقوبة". وكان من الطبيعي أن يقف الشيخ محمد العريفي بجانب الشيحي، الذي سبق أن أجرى معه مقابلة نشرت في صحيفة"الوطن"قبل مدة، وقال العريفي، في ما يشبه التأييد: التقيت بالكاتب الفاضل صالح الشيحي وقرأت له، فرأيت عقلاً وحكمة وثقافة وصدقاً بنصرة دينه ووطنه. اللهم احفظه من شر الأشرار وكيد الفجار". وقال محمد الحضيف، مؤازراً الشيحي، إن الأخير"لم يفعل شيئاً سوى أنه كسر زجاجة منمقة فوق رف أنيق. فاستيقظ الناس، فانهتك ستر خديعة، وفاحت رائحة زكمت الأنوف". واعتبر هادي فقيهي أن الشيحي صاحب نظرة مريضة، قائلاً إنه كان حاضراً في بهو الفندق،"من يرى أن ما حدث خزي وعار فلا أظنه سوى صاحب نظرة مريضة لأي محيط يجتمع فيه رجل وامرأة. معيب هذا الوصف ومبالغ فيه". وهناك من المثقفين من يذهب إلى أن المثقفات"تجاهلن الشيحي، الذي يرى في نفسه نجماً إعلامياً، فحز في نفسه هذا الأمر، فكتب تغريدته البائسة، والتي تكشف عن بؤس ثقافته ووعيه".