لا يمكننا الركون إلى الهدوء الحذر الذي يسود البحرين الآن واعتباره مدخلاً للاستقرار النهائي المطلوب، ولا يمكننا تجاهل الخوف الكامن في قلوب الجميع، وكل على طريقته في البحرين، فالمخرجات الناعمة الملمس والمسمومة التكوين التي تنهمر من أبواق الظلام أصحاب مشروع إدامة الفوضى في البحرين تنذر بأيام مقبلة قاتمة إن لم يدركها البحرين الآن. حتى بعد قيام المملكة وبقيادة الملك حمد باستخدام أقصى درجات الحكمة وأعلى درجات التسامح، وحتى بعد تحقيق جميع المطالب من إصلاحات سياسية، والدعم الاقتصادي المستمر، واللجوء للحوار الوطني لقراءة المطالب الشعبية المقبولة للمنطق وجميع فئات الشعب البحريني، وعلى رغم إنهاء حال السلامة الوطنية، وتشكيل لجان تحقيق مستقلة وانتخابات تكميلية لملء الفراغ السياسي ودعوة الجميع للمشاركة فيه، فلم يزل التشكيك والتعجيز والضبابية هي عناوين الموقف لبعض المتمترسين خلف عباءة السادة أصحاب نظرية ولاية الفقيه. فالحذر هو سيد الموقف المفروض والمفترض تعميمه على كامل البحرين لحين إزالة كل مفردات الضلال من شوارع المنامة وحواريها، والبقاء في موقع المشاهدة والحيرة في انتظار الخطوة التالية التي يتوقعها المتحسسون أمثالي هي خطوة ربما تأخذ البحرين نحو الفوضى مرة أخرى، فعلى رغم الاندفاع الحكومي والشعبي المتسارع نحو التصالح غير المشروط حتى بالاعتذار من المسيئين للوحدة والبحرين، حكومة وشعباً، ما زلنا نجد في الجو العام بعضاً من العيون الحمراء والألسنة الصفراء والقلوب السوداء. لا تزال هناك مجموعة تتبع مشروعاً بشعاً اتخذت البحرين هدفاً تصويبياً لها فامتهنت الإساءات والخطب التعجيزية الالتفافية والمسيئة للعقل البشري على منابر الخطابات وحتى حين قابلتها القيادة في البحرين بحكمة وشمولية الاحتضان الوطني، الذي أنتج عفواً يتلو عفواً للمساجين المدانين خلال الأحداث المؤسفة في البحرين، وكذلك أبقت هذه المجموعة على لهيب تسخين الساحات والحارات بحجة القمع والفصل وخلافه من الكلمات الرنانة، في حين تعاملت الحكومة بمرونة منقطعة النظير بالمسوغات القانونية الملزمة بالفصل التأديبي لكل المتطاولين على مراكزهم ووظائفهم وقامت بإعادتهم، على رغم تجاوزاتهم القاسية بحق الوطن والوظيفة المؤتمنين عليها أمام الله وشعبهم. فمحاولات استيعاب الابن الضال من الحكومة والشعب البحريني المسالم بطبعه أصبحت يومية أمام محاولات تطنيش وإيغال في الدلال من أبناء الضلال في البحرين. وما يثير العجب فينا أن كل هذا الدلال، بل هذا التعجيز والإمعان في استنبات الاصطدام من"الابن الضال"، استمر وزاد تمغّطه على البحرين، حكومة وشعباً، ولم تنكسر عينه خجلاً حتى بعد ثبوت المرجعية الإبليسية في مشروع الخراب الذي أفشله البحرين بعد كشف وإفراغ الكيان الدخيل من محركاته الخبيثة. عاش الجميع حيزاً زمنياً من الاستقرار بعد الفوضى، ما ساعد الشعب والحكومة في إعادة التفكير وتحليل الأحداث ومسبباتها ومن خلال رؤية ومراقبة مجريات الفعل ورد الفعل، ومراقبة الأطراف المتدخلة في عملية الاستقرار في البحرين، لنجد أن الاستقرار الشامل في البحرين وقع ولا يزال تحت رحمة مزاج جمعيات وتحزبات لا تملك حتى قرار إغلاق أو فتح شباك في مكاتبها من دون العودة إلى ولاة أمرها في طهران والضاحية الجنوبية. علينا هنا أن نكون أكثر وعياً وتحسساً لكل المجريات المحتملة في شوارع المنامة وضواحيها في الأيام المقبلة فقد صمّت الآذان دعوات الخراب من غربان الداخل من المشيمعيين والوفاقيين وفتّاوة جهنم، ومن الخارج الذين وصل خيالهم لتهديد السعودية! وعلى الحكومة البحرينية أن تكون أكثر دقة أو أكثر حزماً استعداداً للمرحلة المقبلة حتى لا تكون البلاد ضحية محتملة لمراهقات عقائدية غريبة لمجموعة من أبناء الشعب البحريني لا تتجاوز نسبتهم ابناً عاقاً في بيت يحتوي على الكثير من الأبناء المخلصين لهذا البيت، هذا الابن الضال آثر برهن قراره وإرادته لخارج البيت العربي وأخذ على عاتقه التخلص من رب الأسرة لا سمح الله وهدم البيت على رؤوس أصحابه وجعله غرفة ملحقة بالجحيم. ونجد لزاماً علينا أن نحذر الجميع من التحشيد الدائر في مراكز الخراب الواضحة في البحرين وخارجه، التي تتمثل في جمعيات الرهن الشعبي للخارج والكيانات الغارقة في الوحل الإيراني، إذ الأوامر لأتباعها بالتمرد والعصيان مستمرة، والتنظير بضرورة الخراب مستمر، والتحشيد والدس سيد الموقف، وذلك كله في محاولة لإنتاج المشاريع البشرية الضالة والمسلوبة الإرادة التي لا تسكتها مبادرات الإحسان، ولا تقنعها عدالة الأرض، ولا حتى السماء، فعملية غسل الأدمغة ورهنها مستمرة وقائمة لتشكيل صورة الابن الضال الذي لا يملك من قراره شيئاً ولن يقبل بوطنه إلا محافظة لها الرقم14 وتحت ظل خرافي لن يدوم. ونجد كذلك أن عملية صنع أصنام مقدسة قائمة وبحرفية عالية لشخصيات يتم تلميعها وإعطاؤها القدسية من الداخل والخارج من أتباع المشروع الفارسي لتقوم هذه الشخصيات المقدسة بإملاء خطوات التخريب المقترحة على أتباعه للمرحلة المقبلة على البحرين والوطن العربي بكامله، وهي أي الشخصيات المقترحة لنيل درجة القداسة بحسب المشروع الفارسي ما كان لها أن تكون أكثر من بشر لو استقامت أو حتى لو طارت. فحين تستمع الى السادة المقدسين أصحاب مشروع الغسل المستمر للأدمغة الغضة نجد استخداماً مفرطاً ومراوغاً للآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة والضعيفة والدخيلة والأمثلة التاريخية التي تجعلك ترى دماء الحسين الطاهرة"رضي الله عنه"قد تناثرت على قميصك. وللمراهنين بعودة الأبناء الضالين لربوع الخليج العربي بالمبادرات الحنونة إلى حضن الوطن الدافئ، نذكر هذا البيت: لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي أو ربما"لا حياء لمن تنادي"، فعقولهم وضمائرهم تم مقايضتها بمفاتيح قيل لهم إنها تفتح باب الجنة بلا حساب ولا عقل. جرير خلف - الرياض مهندس أردني [email protected]