تخلص الأميركي ريان لوخته أخيراً من ظل مواطنه مايكل فيلبس، خصوصاً في ضوء نجاحه خلال بطولة العالم للسباحة، التي شهدتها مدينة شنغهاي الصينية، وتتويجه بلقب أفضل سباح فيها. فرض لوخته 27 سنة نفسه نجماً من دون منازع في شنغهاي محرزاً خمس ذهبيات في ال200 م، متنوعة و200 م حرة، و200 م، ظهراً و400م ،متنوعة والتتابع 4 مرات 200 م، فضلاً عن برونزية التتابع 4 مرات 100 م، رافعاً رصيده إلى 12 لقباً عالمياً. وأكد أنه حقق شيئاً"لم يكن أي أحد يعتقد بأنه بالإمكان تحقيقه"، مضيفاً"أنا على الطريق الصحيحة كي أنجز كل ما أريده في دورة لندن الأولمبية العام المقبل". كما أصبح لوخته 88 ,1م، 86 كلغ أول سباح يحطم رقماً قياسياً عالمياً في حوض كبير منذ منع ارتداء لباس السباحة الثوري المصنوع من ال"بوليوريتان"وأشهره من ماركة"زي ار سبيدو"، الذي بفضله تحطم 123 رقماً قياسياً عالمياً عامي 2008 و2009، منها 43 رقماً في مونديال روما عام 2009. وحطم لوخته الرقم القياسي لسباق ال200 م متنوعة، وفي طريقه للاحتفاظ بلقبه العالمي، متفوقاً مرة أخرى على مواطنه فيلبس بطل أولمبيادي 2004 و2008 والعالم أعوام 2003 و2005 و2007، إذ اكتفى الأخير بالفضية. وقطع لوخته مسافة السباق بزمن مقداره 00 ,54 ,1 دقيقة، بفارق 10 أجزاء في المئة من الثانية عن رقمه العالمي السابق الذي سجله في مونديال روما. في المقابل، سجل فيلبس 16 ,54 ,1 دقيقة. وكان لوخته تفوق على فيلبس في ال200 م حرة، عندما نال ذهبيته الأولى في البطولة، التي شهدت تحطيم رقمين عالميين فقط، هما رقم لوخته وإنجاز الصيني صن يانغ في ال1500م 14 ,34 ,14د. وهي المرة الثانية التي يهزم فيها فيلبس مرتين في أحد نسخ بطولة العالم. وإن الأولى على يد مواطنه ايان كروكر. كان لوخته جديراً بهذا التحدي. ومنذ مطلع الموسم الحالي وصف خبراء السباحة"الحال الجديدة"ب"المطاردة بين نجمين". ولعل المشاركات القليلة لفيلبس منذ مونديال 2009، سلطت الأضواء على"سباح فلوريدا"الذي حصد كل شيء في بطولة المحيط الهادئ 6 ألقاب وبطولة العالم للحوض الصغير في دبي العام الماضي 6 ذهبيات ورقم قياسي عالمي في ال200م متنوعة مقداره 08 ,50 ,1 دقيقة، وكان الوحيد الذي حقق رقماً عالمياً خلالها. فصنفته مجلة"سويمينغ وورلد ماغازين"المتخصصة في الصدارة، بعد هيمنة فيلبس، الذي وجد في لعب الغولف متنفساً، طوال المواسم الأربعة السابقة. وانتظر لوخته بطولة الولايات العام الماضي ليلحق ب"الكبير فيلبس"الخسارة الأولى، فنال منه في سباق ال200 م متنوعة، وقيل يومها إن المنازلة بينهما تفيد الطرفين. ويردد لوخته باستمرار أنه يريد أن يعطي السباحة حجماً وبعداً جديدين، ويقول:"ساهم فيلبس في ذلك ودوري متابعة المسيرة ومساعدته في هذه المهمة". وأكد مدربه غريغ تروي أن"الآفاق واسعة أمام لوخته في الطريق إلى دورة لندن الأولمبية"، إذ يضع في حسبانه الفوز في 9 ذهبيات في لندن، لينسخ رقم فيلبس القياسي الذي حصد 8 ذهبيات في بكين 2008. علماً بأن الحصيلة الأولمبية للوخته تبلغ 3 ألقاب إلى اعتلائه منصة التتويج 6 مرات أخرى. بعيد اختتام دورة بكين الأولمبية، أعلن بوب باومان مدرب فيلبس أن سباحه سيختبر مسافات واختصاصات جديدة ليكون ناضجاً ومستعداً لها حين يحين استحقاق"لندن 2012"، معتبراً في الوقت عينه أن كل انتصار جديد، إضافة إلى سجل"لن يقارن أبداً ولن يدنو منه أحد"، مشدداً على ضرورة التفتيش عن حافز يغري فيلبس بمواصلة التحدي. ويبدو أنه وجد ضالته في لوخته. وقبل انطلاق بطولة العالم في شنغهاي، كان لوخته لا يزال يعيش"عقدة الأولمبي العملاق"ويتدرب جيداً لمواجهته. والمعادلة بسيطة في هذا الشأن: لوخته يجهد ليفرض وجوده وفيلبس يكابد لتعويض تأخره في التدريب. لذا كانت الحماسة كبيرة من الطرفين في السباقات الشتوية، خصوصاً في جائزة اوستن. ولم يتنفس لوخته الصعداء على رغم تألقه في دبي، فما إن عاد إلى منزله في غينسفيل فلوريدا حتى توجه مباشرة إلى المسبح لينفذ تدريبه اليومي ويجتاز مسافة 8 آلاف متر في ضوء البرنامج الذي وضعه مدربه تروي، واكتفى بعدها بعطلة مدتها أربعة أيام لمناسبة عيد الميلاد. رفع لوخته شعار التدريب 7 أيام على 7 أيام وصولاً إلى مونديال شنغهاي، إذ كرس هيمنته أخيراً، ما جعل فيلبس يعيد النظر ويعترف بتأخره في برنامج الإعداد. وتشير الدلائل إلى أن فيلبس"فتى بالتيمور"سيستعد بكامل قوته لخوض أولمبياد لندن الصيف المقبل، إذ سيسعى لمواصلة أرقامه الاسطورية قبل أن يعتزل اللعبة 14 لقباً في أولمبيادي 2004 و2008، وسيكون من الصعب بعدها خوضه بطولة العالم التي ستقام عام 2013 في برشلونة، في ضوء ما لمح له أخيراً. في شنغهاي، أثبت لوخته للجميع خطأ اعتقادهم أنه بات من العسير جداً تحطيم رقم عالمي من"عصر البوليوريتان". ما حدا بالاسترالية ستيفاني رايس، التي تعافت من إصابة في الكتف وتتطلع لاستعادة المستوى الذي منحها ثلاث ذهبيات في بكين 2008، بالقول إنّها شعرت بأن أداء لوخته سيلهم سباحين آخرين لرفع مستواهم قبل الأولمبياد. وأضافت:"كان شيئاً مثيراً، تحطيم أول رقم قياسي منذ إلغاء الأزياء الثورية. كنت أشاهد أداءه لوخته، كان رائعاً، وهو بالتأكيد أمر محفز". ومع اقتراب موعد دورة لندن الأولمبية، سترتفع وتيرة المقارنات بين لوخته وفيلبس، وعلى حد تعبير السباح النمساوي ماركوس روغان الذي يتدرب مع لوخته في الولاياتالمتحدة، فإن فيلبس هو تيم دنكان السباحة، ولوخته دينيس رودمان في إشارة إلى بعض تصرفاته وذوقه في اختيار الملابس والألوان الغريبة، ومنها انتعاله حذاء من الرقائق أخضر اللون من تصميمه يعتبره فألاً حسناً عليه. ولا يخفي ابن العائلة المؤلفة من خمسة أولاد ميله إلى تصميم الأزياء وتطلعه للعمل في عالم الموضة مستقبلاً. وهو"الدونجوان"الذي كان بفضل إنجازاته في الحوض محط إعجاب زميلاته اللواتي تنافسن للتقرب منه والفوز بصحبته خلال مرحلة الدراسة الثانوية.