يواجه المرضى في مستشفى عرعر المركزي وضعاً استثنائياً منذ 3 أيام، بسبب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي وعدم جاهزية المولدات الاحتياطية، إذ يضطرون إلى استخدام الهواتف النقالة أحياناً لإنارة طريقهم داخل أروقة المستشفى، ومساعدة الطاقم الطبي في إجراء بعض الجراحات البسيطة كما حدث مع المواطن متعب العنزي الذي أبدى استياءه مما آل إليه وضع المستشفى. وقال العنزي ل"الحياة"أمس:"راجعت المستشفى لإجراء خياطة لرأس ابني، لكن التيار الكهربائي كان منقطعاً، ما حدا بالأطباء والممرضين إلى الاستعانة بأنوار الهواتف النقالة لمساعدة الطبيب في خياطة الجرح وكتابة التقرير الطبي بعد الانتهاء من هذه الجراحة". واستغرب عدم وجود بدائل في مثل هذه الحالات الطارئة، خصوصاً في مستشفى حكومي يرقد فيه نحو200 مريض يعاني بعضهم من حالات صحية حرجة، مشيراً إلى أن تكرار مثل هذه الأعطال من دون إيجاد معالجة سريعة مبنية على استعداد سابق لمثل هذه الأزمات، يدل على تهاون من إدارة المستشفى، داعياً إلى إيجاد حلول عاجلة لتقديم خدمة أفضل لهؤلاء المرضى، ومنع تكرار مثل هذه الأخطاء. من جهته، أوضح مصدر طبي في مستشفى عرعر المركزي ل"الحياة"أن محاولات إصلاح التيار الكهربائي فشلت خلال الأيام الثلاثة الماضية، إذ ينقطع التيار بشكل مستمر، ما أجبر عاملين في المستشفى على استخدام إنارة الهواتف النقالة. وحاولت"الحياة"الحصول على تعليق من مسؤولين في مستشفى عرعر المركزي أكثر من مرة، إلا أنها لم تتلقَّ أي رد منهم. من جهة آخرى، وجد بعض أهالي مدينة حائل ومحافظاتها، أن الحل الأنسب لمواجهة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي منذ بداية رمضان هو الهرب إلى الأحياء التي يندر أن تغرق في الظلام. وشهدت أحياء المطار والزبارة ولبدة والبادية في مدينة حائل انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي خلال أوقات النهار، وكذلك كان الحال في مدن الشملي وجبة وفيد ومحافظات بقعاء والشنان وسميراء. وذكر مطلق الفريح الذي يقطن محافظة بقعاء 90 كيلو متراً شرق مدينة حائل ل"الحياة"أن انقطاعات التيار الكهربائي مستمرة منذ دخول رمضان، وتستمر أحياناً خمس ساعات، مطالباً بإيجاد حلول سريعة لضمان عدم انقطاع التيار الكهربائي خلال الفترة المقبلة، مؤكداً أنه اضطر في اليومين الثاني والثالث من رمضان بعد انقطاع التيار فترة طويلة إلى زيارة أقارب له في مدينة حائل لم يعانوا من مشكلته. وأشار صالح وسعود العنزي وفهيد الشملاني إلى أنهم يعانون منذ دخول شهر رمضان من انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي في مدينة الشملي 180 كيلو متر غرب حائل، أدت إلى تعطل أكثر من 25 جهازاً للتكييف و28 جهازاً كهربائياً في منازل الأهالي، إضافة إلى تلف كثير من الأطعمة المثلجة، مشيرين إلى أنهم سيوكلون محامياً للتقدم بشكوى لدى المحكمة ضد شركة الكهرباء للمطالبة بالحق المعنوي والحق المادي جراء خسائرهم بعد تلف أكثر من 53 جهازاً تتجاوز قيمتها عشرات الآلاف. وأكد طلال السليمان أن التيار الكهربائي انقطع عن منزله في حي لبدة لليوم الثالث على التوالي. وقال:"في كل مرة أحاول الاتصال برقم طوارئ شركة الكهرباء لكن من دون جدوى، واضطررت بعد أن استمر الانقطاع 4 ساعات متواصلة إلى اصطحاب أسرتي عند ال11 صباحاً إلى منزل عمي في حي الجامعيين الذي يكاد يكون الحي الوحيد في المدينة الذي يفلت من انقطاع التيار، لأنه يضم منازل كثير من مسؤولي شركة الكهرباء".