اعتبر مدرب النصر الكرواتي دراغان الدوري السعودي الأفضل في المنطقة العربية، بعد مشاهدته للكثير من الدوريات العربية، والتي كان آخرها قيادته لفريق العربي الكويتي قبل تدريبه للنصر أخيراً، وأوضح أنه يجيد العمل تحت الضغط، وأكد أن موافقته على تدريب"العالمي"أسهمت في إغلاق صفحته على موقع التواصل الاجتماعي"الفيس بوك". وشدّد دراغان على أهمية العمل الإيجابي في هذه المرحلة الحاسمة من البطولات المحلية والخارجية، ممتدحاً الأداء الذي يقدمه الفريق"الأصفر"في دوري أبطال آسيا، على رغم خسارته الأخيرة من السد القطري في الدوحة، والتى وصفها بأنها ليست نهاية المطاف، جاء ذلك في حواره الآتي ل"الحياة"، الذي تطرق فيه الكرواتي دراغان لجوانب عدة في عمله مع النصر وفي وجوده الحالي في العاصمة السعودية الرياض... فإلى نصه: بعد أن أمضيت قرابة الشهرين مع النصر، كيف تقوّم الفريق في المرحلة الحالية؟ - قبل مجيئي للنصر، رفضت الكثير من العروض، لأنني أحسست بأن النصر من الفرق المميزة على المستوى الآسيوي، وكنت على ثقة باستطاعتي تقديم عمل إيجابي معه، لأنني من المدربين الذين لا يرضون بغير مراكز المقدمة، أو أرفض العمل، وحالياً أنا مقتنع بالعمل الذي أقوم به مع الفريق النصراوي، وأطمح إلى المزيد في عملية الارتقاء بأداء الفريق خلال الاستحقاقات المقبلة الصعبة، كوننا نعيش أواخر منافسات الموسم. الفريق النصراوي انتهت آماله في بطولتين محليتين، وتبقى له بطولة الأبطال ودوري آسيا، ما هي حظوظكم في ذلك؟ - حالياً لا أفكر مطلقاً في الألقاب المتبقية، فتفكيري منصب على المباريات كافة التي أنظر لها على أنها مباراة خروج مغلوب، وهذا ما يجعلني ابتعد عن التفكير في الألقاب، ولست من يرفض تحقيق البطولات الكبيرة، ولكن تفكيري منصب على كل مباراة على حدة. البعض أكد أن إبعاد خالد الزيلعي في الفترة الماضية ومحمد السهلاوي حالياً عن تشكيلة الفريق يعود إلى قرارات إدارية يقوم دراغان بتفيذها، ما صحة هذا الأمر؟ - من يتحدث بذلك فهو لا يملك خلفية جيدة عن فريق النصر، وبصراحة لم أواجه أي ضغوطات على مستوى العمل في النصر، سواء من الرئيس أو نائبه أو حتى من المشرف على الفريق، ولو أحسست بأن هناك تدخلاً في عملي فسأرحل، والقرار الأول والأخير في الفريق الأول لي أنا فقط. سعد الحارثي أكد أنه في حال عدم انتهاج الفريق النصراوي الطريقة الهجومية، فإنه سيخرج من استحقاقات هذا الموسم من دون بطولة، ما رأيك؟ - أنا المدرب وهو اللاعب، وأنا الأعرف بالطريقة التي ينتهجها الفريق في المباريات، وللمعلومية النصر الآن يلعب بطريقة هجومية واستغرب حديث سعد الحارثي، ولماذا يطالب بهذه الطريقة، وعلى الحارثي أن يقدم أفضل ما عنده ليحقق الفريق الفوز، وكرة القدم لا تعترف بمن يهاجم بأكبر عدد من اللاعبين، ولكن التوازن الدفاعي والهجومي هو المهم، فمثلاً برشلونة لديه افضل المهاجمين في العالم او من يجيدون الألعاب الهجومية، لكنه لا ينتهج الأسلوب الهجومي البحت، وانا من المدربين الذين يعشقون التكتيك الهجومي، ومورينيو في ريال مدريد ينتهج اللعب الدفاعي، وحصل على افضل مدربي العالم، واذا جاء مورينيو لتدريب النصر هل تتوقع ان يلعب بطريقة هجومية افضل مني! في الكثير من أحاديثك كنت تلمح الى عدم وجود لاعبين اجانب مميزين في النصر باستثناء الكويتي بدر المطوع، هل تعترف بذلك الآن بعد اقتراب الموسم من الانتهاء؟ - انا مدرب محترف وذكي، ولن اقدم اسقاطات على لاعبي فريقي في هذه المرحلة وقبل نهاية الموسم بالكامل، وبعد نهاية الموسم ستكون هناك تقارير كاملة سترفع للإدارة عن السلبيات كافة، واتمنى ان يتلافاها الفريق في الاستحقاقات المقبلة، واللاعبون الاجانب سيكونون هم الاكثر درساً وتقويماً لادائهم في هذه المرحلة، وصدقني البقاء دائماً للافضل، ولو سألتني هذا السؤال بعد نهاية الموسم لأجبتك بكل أريحية. هل صحيح أن إدارة النصر فتحت باب المفاوضات معك للاستمرار مع الفريق في الموسم المقبل؟ - هذا الأمر ما زال الحديث عنه باكراً جداً، ومتفق مع الإدارة على أمور عدة، أما عن المفاوضات فهي غير صحيحة إطلاقاً، وأتمنى لو حصل لي ولم أشرف على الفريق في الموسم المقبل، أن أحقق هذا الموسم بطولة ترضي طموحات أنصاره. غالبية النقاد يؤكدون انك مدرب محظوظ، بدليل أن النصر يفوز في العديد من المواجهات دون أن يقدم أي مستوى يذكر، ما ردك؟ - لا أؤمن بالحظ إطلاقاً، ومن الممكن أن يسير الحظ معك في مباراة أو اثنتين لكن في موسم كامل غير صحيح إطلاقاً، ومن الصعب أن تحقق ست بطولات بالحظ. هل هناك فوارق فنية بين النصر والهلال والاتحاد في البطولة السعودية دوري زين؟ - أعرف أن جمهور النصر لا يريد سماع هذا الكلام ولن أقول إن الهلال أفضل من النصر، ولكن سأدافع عن النصر بكل قوة، ولكن أريدك أن ترى ترتيب الدوري في هذا الموسم وكذلك في الماضي وستجد الفرق، وكمدرب لا ابحث عن أن أتفوق على الهلال فقط، وإنما على الفرق السعودية كافة، ويجب أن اعمل لرفع مستوى فريقي، والعلاقة إذا كانت جيدة بين النصر والاتحاد والهلال فإن المصلحة ستكون اكبر للكرة السعودية. كيف تقوّم مستوى الدوري السعودي؟ وهل كان بقدر الحديث الذي سبق وصولك إلى النصر؟ - قبل عام ونصف العام كنت أشاهد بالمصادفة مباراة النصر والهلال مع احد الأصدقاء المهتمين بالدوريات العربية، واندهشت من الحماسة الكبيرة لجماهير الفريقين، وعرفت منذ تلك اللحظة أن البطولة السعودية قوية، وحقيقة الدوري السعودي أو البطولات السعودية كافة هي الأقوى في البلدان العربية، والجماهير في السعودية تعشق الكرة بجنون، وهذا أمر مفيد في عالم كرة القدم. أنهيت الدور الأول من البطولة الآسيوية في المركز الثاني، ما تقويمك لأداء النصر حتى هذه المرحلة؟ - بالتأكيد النصر قدم مستوى مميزاً في الدور الأول من المسابقة، على رغم أننا خسرنا المواجهة الأخيرة أمام السد القطري وكانت خسارة غير مستحقة بعد الأداء الجيد الذي قدمه اللاعبون، ولولا الطرد الذي تعرض له المدافع محمد عيد لنجحنا في كسب المباراة، والمواجهات المقبلة تعتبر مواجهة كؤوس بالنسبة للنصر، ولدينا مواجهتان على أرضنا أمام السد وباختاكور، وسنسعى لاستغلالهما بشكل جيد، والمجموعة الثانية التي وقع بها النصر صعبة للغاية، والجميع الآن لديه أمل في التأهل إلى الدور الثاني. راهنت كثيراً على قدرات المدافع عمر هوساوي حتى نجح في إثبات جدارته في الدفاع النصراوي، هل كنت ترى فيه إمكانات مختلفة عن المدافعين المتواجدين حالياً في الفريق؟ - عمر هوساوي يملك موهبة مميزة وهي التي قادته للوصول إلى هذه المرحلة وليس دراغان فقط، فمنحته الفرصة وهو نجح في استغلال ذلك بشكل رائع، وهوساوي مدافع مميز وعليه أن يطور نفسه من الناحية التكتيكية. لو قدر لك أن استمررت مع الفريق في الموسم المقبل، كم هي النسبة التي ستمنح لتغيير اللاعبين، وأنا هنا لا أتحدث عن لاعبين أو أسماء محددة؟ - هل تعرف كيف أجاب المدرب الايطالي ماتشلو لبي عن مثل هذا السؤال، قال - السؤال الذي يليه-. في أكثر من حديث لك تتطرق لشخصية سلمان القريني الاحترافية في العمل، هل هذا نوع من المجاملة له كمدير للفريق؟ - عندما أتحدث عن القريني، فأنا هنا لن أضيف جديداً لهذا الشخص الذي أضاف للنصر الشيء الكثير من خلال العمل الاحترافي الذي يقوم به، وطوال مسيرتي الرياضية في أوروبا أو في الخليج لم أشاهد رجلاً مهتماً بعمله كما يقوم به سلمان القريني، وهناك أنظمة ولوائح في نادي النصر أدهشتني بكل صراحة، وتطبيقها لا يتم إلا في بعض الأندية الأوروبية، وتبقى شهادتي في سلمان مجروحة. ما الفرق بين تجربتيك في السعودية والكويت؟ - في الكويت كنت في فريق العربي، وهو فريق كبير وكذلك القادسية ويعتبر اللقاء بين العربي والقادسية"كلاسيكو الكويت"والجميع يترقبه، وهناك فرق عدة مميزة، والمستوى الفني عال في الكويت، لكن النصر أفضل من العربي من ناحية المستوى والجماهيرية، وكذلك الدوري السعودي أفضل من نظيره الكويتي. ماذا عن المنتخب السعودي، كيف تراه؟ - عندما وقعت العقد مع النصر كنت منشغلاً كثيراً بالتعرف على أوضاع لاعبي فريقي وأموره، ولم أكن أملك الوقت الكافي لمشاهدة المنتخب السعودي، والذي لم يكن يلعب أي مباريات في ذلك الوقت، لذلك لا استطيع الحديث عن فريق لم أشاهده حتى أحكم عليه كما يجب. ماذا عن علاقتك بالوسائل الإعلامية؟ - أنا أحترم عمل الإعلاميين، وأعتقد أن عليهم أن يحترموا عملي، وعندما يقومي بذلك سيكون التعاون بيننا في أوجه، ولكن هناك بعض الإعلاميين لا أعرف ماذا يريدون، ولكن هذه النوعية من الإعلاميين موجودة في كل مكان. لكن الإعلام يسبب ضغطاً على فريق النصر بسبب عدم تحقيقه للإنجازات منذ مدة؟ - هذه هي حياة المدربين واللاعبين، بالنسبة لي دائماً أنا أسمع من الأذن اليمنى، ويخرج كل ما أسمعه من الأذن اليسرى، لأنني لو استمعت إلى كل الآراء، سأصبح"مجنوناً"في 5 دقائق، تخيل هناك 40 صحافياً، 35 منهم لديهم آراء مختلفة عن بعضهم البعض، أنا أحترمهم كثيراً واسمع لهم وأجيب على كل تساؤلاتهم، لكن في النهاية أنا شخص مؤهل لعملي، وسأعمل وفق ما أراه في مصلحة الفريق الفنية. ولا تنسى دائماً أن لكل صحافي تفضيلاته الخاصة من ناحية اللاعبين والعناصر والخطة. وماذا عن الضغوط الجماهيرية؟ - قلت لك سابقاً ان النصر ناد كبير وعريق ولديه جماهير عريضة، والضغط طبيعي في فريق مثل النصر، لكن بالنسبة لها هذا الأمر طبيعي، وأنا أعشق الضغوط والفرق الجماهيرية، ولا أحب العمل في فرق ليست لديها جماهير، فهم نكهة الملاعب، فالضغوط هي طبيعة حياتي وليست لدي أي مشكلة في زيادة درجة الضغوط مهما كانت. ماذا لو قلت لك الآن ان وجهة نظري فيك هي أنك مدرب سيئ؟ - ليست لدي مشكلة في ما تقول، فهذه وجهة نظرتك، ولا تنسى أنك صحافي وأنا مدرب، ولو كان مثل هذا القول من مدرب ربما كان له وقع آخر علي، أنا أحترم وجهات نظر الإعلاميين، والكل لديه رؤاه سواء إعلاميين أو جماهير، 30 في المئة يرون أنني جيد و20 في المئة يرون أنني سيئ، وربما هناك 80 في المئة يرون أنني سيئ، لكن دعني أذكر لك مثالاً: من يستطيع أن يقول كلمة واحدة على مورينيو كمدرب، لكن تخيل أنه من المحتمل أن يكون هناك 80 في المئة من الأشخاص لا يعجبهم مورينيو. لكن في النهاية هو يقوم بعمله وينجح ويحقق البطولات. لكن من الطبيعي أن يكون هناك صحافيون لديهم وجهة نظر في مورينيو؟ - هذه وجهات نظر، لكن يجب أن يكون لديك كمدرب إيمان بعملك، وبعد ذلك فكل ما يقوله الآخرون سيان بالنسبة لك، ومن الأفضل أن تموت وأنت مقتنع بآرائك من أن تموت وأنت تطبق وجهات نظر الآخرين. أنا أحترم الكل لكنني أؤمن بعملي وأدافع عن معتقداتي الفنية. وكما قلت لك أنا أعشق الضغوط، فأنا مدرب شاب وأبحث عن العمل مع فرق كبيرة ،والفرق الكبيرة كلها لديها ضغوط، وأنا شخصياً كما قلت لك لا أحب أن أدرب في فرق ليست لديها هذه الأجواء.