كشف الاستطلاع السنوي للمستثمرين المؤسسيين، عن تفاؤل المستثمرين خلال العام الحالي 2011 إزاء سوق السلع، إذ سيعمد أكثر من نصفهم على زيادة مخصصاتهم من السلع خلال الأشهر ال12 المقبلة. وأظهر الاستطلاع الذي أعدته شركة"باركليز كابيتال"الذراع الاستثمارية لبنك باركليز، والذي تم إعداده في مرحلة تلتفت فيها أنظار العالم نحو الأزمة النووية اليابانية والاضطرابات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، أن 85 في المئة من المستثمرين يتوقعون أن يكون حجم التدفقات بمستوى العام الماضي أو أعلى، في حين يتطلع ما يقارب النصف إلى تحقيق عائدات بنسبة تزيد على 10 في المئة. وقال المدير التنفيذي لأبحاث السلع في"باركليز كابيتال"كيفين نوريش:"يتوقع المستثمرون استمرار الطلب القوي على السلع من الأسواق الناشئة، كما يتوقعون أن يحافظ القطاع على أدائه القوي خلال عام 2011، وإضافة إلى ذلك، فإن القلق المتنامي في ظل الأزمات السياسية واضطرابات أسواق الطاقة وارتفاع معدلات التضخم ستكون كلها عوامل تسلط الضوء على أهمية الاستثمار في السلع خلال المرحلة الراهنة". وأوضح الاستطلاع، حصلت"الحياة"على نسحة منه والذي صدر بالتزامن مع مؤتمر"باركليز كابيتال"السابع للمستثمرين في السلع والذي عقد في لندن، أن إقبال المستثمرين على الانكشاف المباشر على قطاع السلع لا يزال مرتفعاً 75 في المئة. ويتطلع أكثر من 60 في المئة من المستثمرين المؤسسيين إلى وضع استراتيجيات إدارية فاعلة في هذا السياق خلال الأشهر الإثني عشر المقبلة. من جانبه، قال رئيس قسم الهيكلية الاستثمارية للسلع ومبيعات المستثمرين المؤسسيين في"باركليز كابيتال"مارتن وودهامز:"إن السلع تحظى حالياً بانتشار واسع لاعتبارها من فئات الأصول التي تلقى اهتماماً متزايداً من المستثمرين، والذين يسعون الآن إلى اختيار الاستراتيجيات التي تضمن تحقيق عائدات أفضل، وهو ما يفسر الاهتمام الواسع بالاستراتيجيات الفاعلة في المرحلة الراهنة". وأضافت أن هناك تفاوتاً في نتائج أداء مختلف السلع، ما يشير إلى قلق المستثمرين من مجموعة مخاطر مختلفة، خصوصاً في ظل الاضطرابات السياسية العالمية، وتباطؤ النمو في الصين، والتقلبات التي تشهدها أسواق الطاقة، واختار المستثمرون النفط الخام بوصفه السلعة المؤهلة لتحقيق أفضل مستويات الأداء، في حين اعتبروا أن الغاز الطبيعي سيكون الخيار الأسوأ. كما تراجع الاهتمام بالمعادن الثمينة بصورة ملحوظة، ففي الوقت الذي كان فيه الذهب متميزاً خلال عام 2010، تتراجع حظوظه في تحقيق أداء مُماثل في عام 2011. وتابع نوريش:"ستسهم النهضة الاقتصادية في الصين والهند في تنمية الطلب على معظم السلع خلال السنوات العشر المقبلة، ونتيجة لذلك، فإن مؤشرات أسعار هذه السلع التي تعاني من مشكلات على صعيد التوازن بين العرض والطلب الكبير، مثل النفط والفحم والنحاس، ستبقى جيدة، وستؤدي المتغيرات السياسية إلى استمرار التقلبات في أسواق الطاقة، مما سيلعب دوراً محورياً في تعزيز عائدات النفط".