أعلن وزير الزراعة السعودي الدكتور فهد بالغنيم، عن تبنّي المملكة العربية السعودية مقترحاً لإنشاء مجلس دولي للنخيل والتمور، يكون مقره الرياض، ويهدف إلى دعم اقتصادات إنتاج التمور لدورها الإيجابي والمأمول في تحسين مستويات المعيشة للعاملين في هذا المجال، وقال إنه"إدراكاً من المملكة بأهمية العمل الجماعي والتعاون والتنسيق والتضامن في مواجهة المشكلات المشتركة في مجال إنتاج التمور قمنا بتقديم هذا المقترح". وقال بالغنيم خلال الاجتماع التمهيدي لإنشاء المجلس الدولي للنخيل والتمور، أمس، في الرياض، إننا نتفق سوياً على تعزيز وتفعيل التعاون الدولي لتطوير وتنظيم وإنتاج وتسويق وتجارة السلع الزراعية قطرياً وعالمياً، مشيراً إلى أن هذا التفعيل يتطلب وجود جهاز مؤسسي دولي لتحقيق هذه الأهداف المشتركة في ظل اتفاق دولي كما هي الحال في المجالس السلعية الدولية للحبوب والبن والزيتون والأخشاب الاستوائية. وأضاف:"الاجتماع يمثل خطوة علمية متقدمة في المسار المؤدي إلى تحقيق آمالنا جميعاً في تعزيز وتطوير التعاون والتنسيق والتكامل بين دولنا في تحقيق التنمية المستدامة للتمور وتطوير التجارة الدولية في هذا المجال". وأشار إلى أن الأهمية الاقتصادية والاجتماعية والغذائية للتمور، تؤكد ضرورة دعم اقتصادات إنتاج التمور لدورها الإيجابي المأمول في تحسين مستويات المعيشة للعاملين في ذلك المجال لتحقيق التنمية الريفية المُستدامة في الدول المنتجة، ومساهمتها في تحقيق الأمن الغذائي والتوازن البيئي وصيانة التُربة والمحافظة عليها وبخاصة في الأراضي القاحلة، نظراً للمشكلات المشتركة التي ندركها جميعاً في مجال إنتاج وتسويق التمور بين الدول المنتجة، ما يوجب التعاون والتنسيق بين هذه الدول في إيجاد الحلول الفعالة والعملية المشتركة لتعم الفائدة على الجميع بمستويات عالية وبأقل التكاليف العائدة على اقتصادات السلعة". بدوره، أكد وكيل وزارة الزراعة لشؤون الأبحاث والتنمية الزراعية الدكتور عبدالله العبيد، أن الكثير من الدول المنتجة للتمور تواجه العديد من المشكلات والمعوقات والتحديات المتشابهة في إنتاجها وتصنيعها وتسويقها، ولهذا تبرز أهمية التعاون الدولي المؤسس في إيجاد الحلول المناسبة لهذه المشكلات، مشيراً إلى أنه من هذا المنطلق تتبنى المملكة إنشاء مجلس دولي للتمور على غرار المجلس الدولي للزيتون وتحت مظلة دولية بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة. ولفت إلى أن وفداً فنياً من وزارة الزراعة قام بزيارة المجلس الدولي للزيتون بمدريد للاستفادة من تجربته الثرية في هذا المجال والتعرف على خطوات التأسيس والإنشاء والتشغيل، موضحاً أن المشاركين في الاجتماع سيناقشون أبعاد وآفاق التعاون والتنسيق الدولي لإنشاء مجلس دولي كجهاز حكومي دائم متعدد الأطراف محدد الأهداف ذي شخصية اعتبارية وقانونية مستقل. وأعرب عن الأمل في التوصل إلى نتائج علمية لتحقيق تطلعات الحضور، يتم من خلالها اعتماد إنشاء مجلس دولي للتمور والتوصية بالدعوة إلى عقد اجتماع تأسيسي له في وقت محدد، وتشكيل لجنة لوضع النظام الأساسي للمجلس، ووضع جدول زمني للانتهاء من المسودة النهائية للنظام الأساسي، والتوصية بالطلب من ممثلي الدول المشاركين في الاجتماع التأسيسي أن يكونوا مفوضين تفويضاً كاملاًً من دولهم. ويبلغ عدد النخيل في المناطق السعودية 23 مليون نخلة، في حين يبلغ الإنتاج السنوي من التمور ما يقارب مليون طن، علماً بأن كمية التمور المصدرة منها لا تتجاوز 8 في المئة من الإنتاج المحلي.