لم أعلم أن هناك مخالفة مرورية ما تنتظرني في الحاسب الآلي، لأنني كنت في الكثير من الأحيان أتوخى الحذر في قيادتي، خوفاً من التعجل والسرعة الزائدة، ولم يطرأ في بالي أنني سأكون متلبساً يوماً ما في قطع إشارة، أو تجاوز السرعة القانونية، التي دعت"الكاميرا"الخفية - كما يحلو للكثيرين تسميتها بذلك - أن تضبطني متلبساً ب"الجرم"في خرق قوانينها الصارمة والتعدي عليها في السرعة أو في قطع إشارة ما. على رغم أنني قد"سقت"سيارتي في معظم مدن المملكة خلال الفترة المذكور أعلاه، ابتداءً من جدة وأبها وخميس مشيط وأخيراً استقر بي المقام في الرياض. ولكن ما يحيرني حتى الآن، متى وكيف تم ذلك"التلبس"والضبط، أو الاصطياد وتسجيل تلك المخالفة المرورية الساهرية؟ لا أعلم ذلك، ولا أدري، ولم أكن سأعلم ذلك إذا لم أكن أريد أن أجدد استمارة سيارتي بعد إجراء الفحص الدوري المطلوب. وعندما أردت أن أسدد رسوم الاستمارة، لم يقبل جهاز الحاسب الآلي أن يسدد الرسوم الخاصة بتجديد الاستمارة إلا بعد أن ذهبت إلى أحد الزملاء و"استدنت"منه مبلغ الغرامة المفروضة عليّ في الجهاز الآلي الخاص بتسديد الغرامة المرورية وهي 300 ريال. لا أدعي النزاهة والملائكية وأقول بأنني لم يسبق لي أن مارست الإسراع بالسيارة في الخط السريع فقط، وفي بعض الأحيان عندما أكون متأخراً عن العمل من أجل الزحمة، أو عندما أجد الشارع خالياً من كثرة السيارات، خصوصاً يومي الخميس والجمعة، عندما أكون ذاهباً للعمل. وعلى رغم ذلك لم أتعد سرعة 100 كلم إطلاقاً، لأنني أساساً"أخاف"من السرعة الزائدة لعدم تمكني من السيطرة الكاملة على السيارة، ولتلافي الحوادث أو الحدث الذي يحدث فجأة أثناء القيادة من انفجار أحد الإطارات ل"العجل"الخلفي أو الأمامي، أو تقديراً لمواقف أخرى تحدث أمامك وأنت في الخط، وهي تحدث فجأة أثناء القيادة بسرعة، لذلك أتجنب كل تلك المفاجآت التي لا أحبذها. ولا أقول إنني لم أقطع إشارة خلال السنين التي مضت، ولكنني لم أقطعها وهي مضاءة باللون لأحمر، بل يحدث ذلك أثناء ما تكون الإشارة خضراء وتبدأ في التغيير، هذا هو التعدي أو القطع الذي أفعله في بعض الأحيان، ولكن عند الرجوع إلى منزلي أتهدل و"أتقدل"كما يحلو لنا نحن السودانيين القول،"شوف الزول داك بيقدل كيف؟"يعني شوف الزول ب"يتبختر"كيف في مشيته، وفي كثير من الأحيان يحدث جدل بيني وبين زوجتي في عدم الإسراع وسياقتي البطيئة في الطريق العام أو في الدائري، لأنها دائماً ما تتضايق من القيادة البطيئة. وكنت في كثير من الأحيان أستمتع وأنا أقود السيارة، وأتفرج على من أمامي ماذا يفعلون في كيفية التخطي الخاطئ وبتلك السرعة الفائقة وما يصير للسيارة وهي تكاد تنقلب يمنة أو يسرة أو عند الوقوف في أقصى اليمين في الإشارة وهو يريد أن يذهب إلى أقصى الشمال بعد ان تفتح الإشارة مباشرة وبسرعة جنونية، هذا ما يؤدي إلى عرقلة السير أو الحوادث المفاجئة الناتجة من سوء التصرف والسرعة الزائدة في عدم تقدير"الموقف"من الخلف قبل أن يقف في الإشارة. لكي يسلك الطريق الصحيح الذي يريد الذهاب إليه. هناك أشياء كثيرة مذهلة مضحكة ومحزنة في آن واحد، والقيادة أصلاً"فن"ولم تكن يوماً من الأيام"قوة"أو عضلات كما يفعل الآن بعض المستهترين بالقيادة وبأنفسهم. لذا كلما أصل إلى منزلي أحمد الله على ذلك كثيراً بأني وصلت إلى دياري آمناً مستأمناً على نفسي مما أراه في الطريق. وأقول اللهم أكفني شر الطريق والسرعة القاتلة. جعفر حسن حمودة - الرياض