تضع لمياء يديها على أذنيها عندما يرتفع صوت شجار والديها، ولا تستطيع مراجعة دروسها ولا حتى تناول الطعام، وتحس كثيراً بالخوف يدق في نبضات قلبها، وتركض بسرعة لغرفتها وتغلق الباب، ظناً منها أن صوت الشجار سيختفي، ولكنه ظل في مخيلتها، تحتضن دميتها وتذرف الدموع عليها وهي تتحدث معها، وتقول:"لا أحب رؤية أمي وأبي يتشاجران"، فترد عليها الدمية:"لا تدعي هذا الأمر يؤثر عليك وعلى مستقبلك وعلى دراستك وعلى حياتك". فتقول:"أنا أحبهما كثيراً وأحزن حينما أراهما يتشاجران، ومع ذلك لا أستطيع فعل شيء، ولكني أتمنى أن نعيش بسعادة ومن دون مشكلات"، فقالت الدمية:"حاولي مساعدتهم أو أخبريهم بحقك في العيش بهدوء وسعادة"، تفاجأت لمياء وقالت:"وما هي هذه الحقوق!". ردت الدمية فقالت:"لديك كامل الحق في العيش حياة آمنة، مستقرة، ومثالية، من دون أن تتعرضي لأي مشكلات أو ضغوط تؤثر على مستقبلك، وحياتك، ولهم الحق في طاعتهم والبحث عن رضاهم، فرضا الله سبحانه وتعالى من رضا الوالدين"، فقالت:"إذاً سأكتب لهما رسالة، أولاً بخفض صوتهما حين الشجار، ومحاولة عدم المشاجرة، لأنه يؤثر علينا، وحقنا عليهم بالتربية الصالحة السليمة الجيدة لأننا أبناؤهم". لجين الشهراني - الرياض