وهو سؤال داهمني أثناء مداخلة الرئيس العام أول من أمس في برنامج مساء الرياضية عندما طالب بإشاعة البهجة في النقد الرياضي بدلاً من لغتنا النقدية الموغلة في التشاؤم والسوداوية والنقد السلبي في كل الأحيان. وإن أردنا الصراحة بكل ما تعنيه الكلمة فلقد أصبحنا بالفعل مجتمعاً يتبارى في حدة النقد بغية القول:"أنا هنا"! لنعترف أن لدينا معضلتين في مسألة النقد، أولهما عقدة التطبيل التي باتت هي الغول الذي يطاردنا متى أمسكنا بالقلم لنكتب عن ملمح إيجابي داخل ردهات الرئاسة العامة لنتراجع في غالبية الأحيان حين نستبق ردة الفعل المتوقعة التي ستصنف الكاتب ضمن حملة المباخر! ثانيهما قضية الإثارة، وهو غول آخر يلهث خلف الناقد الذي وفي شكل أو بآخر ترسخ لديه مفهوم الإثارة بصورة ترتبط بالسلبية، ولكي تتضح المسألة لنتخيل أن الناقد لديه خياران بين الكتابة عن إنجاز فريق مضر لكرة اليد وبين قضية ملعب الشعلة، فأيهما سيختار؟ الخيار واضح بالنسبة لي بل ونيابة عن غالبية الكتاب والضحية الدائمة هي الأحداث الإيجابية التي إن أردنا الإنصاف فهي بعيد عن الإنصاف، ولنعترف أيضاً وبصراحة مطلقة قبل أن نتبارى ونتنافس كالعادة في إبداء وجهات نظرنا السلبية حول مشاركتنا في الأولمبياد العربي فمتى كانت آخر مرة كتبنا فيها عن اتحاد السباحة، وهل نعلم شيئاً عن اتحاد التنس؟ أريد القول أن سوداويتنا مصطنعة حتى وإن كانت أحوالنا الرياضية في أسوأ مراحلها، فعلى من نلعب عندما نتباكى على إنجازاتنا الأولمبية، ونحن بالكاد نعرف ستة من الفرق الرياضية التي تلعب في الدوري الممتاز لكرة اليد؟ ليس مطلوب منا إشاعة البهجة من دون سبب، ولكن ليس مطلوب منا أيضاً الهجوم النقدي بالصورة التي نشاهدها بهذا الكم المرعب ولا أستثني بالطبع كاتب المقال! نعم، نحن كئيبون بإرادتنا وسوداويون كي نبقى أبطالاً بين الجماهير.