علمت «الحياة» أن القيادي البارز في «كتائب عز الدين القسام» (الجناح العسكري لحركة حماس) أحمد الجعبري الذي يقود الفريق الفلسطيني في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل، وصل إلى القاهرة أمس للمشاركة في وضع الآلية واللمسات النهائية للصفقة التي تم التوافق عليها أخيراً. وكشف مصدر مصري موثوق به أن الثلثاء المقبل هو موعد تنفيذ صفقة تبادل الأسرى بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بحضور الراعي المصري الذي سيتسلم الجندي الأسير غلعاد شاليت بالتزامن مع الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين المشمولين في صفقة التبادل وتسليمهم إلى الجانب المصري. وأوضح الجانب المصري أن مصر بذلت جهوداً مكثفة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، في إشارة إلى المفاوضات غير المباشرة التي أجريت في القاهرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية مصرية، وقال المصدر المصري: «قدمنا أكثر من 20 مقترحاً لكسر الفجوة بين الجانبين»، مشيراً إلى أن «حماس كانت تتمسك بضرورة أن تتضمن الصفقة في المرحلة الأولى الأسرى الذين تطلق عليهم ال «في آي بي» (المهمون) والذين كانت إسرائيل ترفض إطلاقهم قطعياً لأنها تعتبر أياديهم ملطخة بالدماء اليهودية»، وأضاف: «حدث تقدم في جولات المفاوضات، وتم التوافق بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على العرض المصري الأخير الذي تضمن موافقة إسرائيل على إطلاق 40 من 70 أسيراً ممن كانت ترفض إطلاقهم». وتابع: «معنى ذلك أن حماس حققت 60 في المئة من مطالبها، وسيتم التسليم في مكان سيتم تأمينه»، مرجحاً أنه سيكون بين الحدود الفلسطينية - الإسرائيلية - المصرية. ولفت إلى أن المرحلة الثانية من الصفقة تتضمن إطلاق 550 أسيراً فلسطينياً بعد شهرين، وسيتم تحديد أسماء هؤلاء الأسرى بالتوافق بين الجانبين المصري والإسرائيلي معاً، لافتاً إلى أنه لم يتم تحديد أسمائهم بعد. وقال إن ما تم إنجازه في الصفقة هو أقصى ما يمكن الحصول عليه. في غضون ذلك، قالت مصادر فلسطينية مطلعة ل «الحياة» إن ما جرى هو «توافق فلسطيني - إسرائيلي على عرض مصري يتضمن حلولاً وسطاً بحيث لا يأخذ كل جانب مطالبه 100 في المئة، ولا يحصل كل جانب على مطالبه 100 في المئة»، واصفة الصفقة بأنها مرضية للجانبين على رغم أن كل طرف لم يحقق ما يريده ويتمناه تماماً. وأوضحت أن الراعي المصري قدّم عروضاً كثيرة من أجل تقليص الفجوة بين الجانبين، نافية أن يكون الجعبري أجرى أي لقاء مباشر مع أي من المسؤولين الإسرائيليين، وقالت: «المفاوضات أجريت في شكل غير مباشر، وكان الوسيط المصري ينتقل بين الجانبين». وأوضحت: «من المتوقع تسليم الأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم إلى الجانب المصري على بوابة رفح المصرية بالتزامن مع إطلاق شاليت». وتابعت: «لم تكن هناك إشكالية بالنسبة إلى إطلاق النساء... فمنذ فترة تم التوافق على إطلاق جميع النساء بلا استثناء، بمن فيهن الأسيرة أحلام التميمي (أردنية الجنسية) التي يرى الإسرائيليون أنها ضالعة في شكل مباشر في تفجير مطعم البيتزا». وأوضحت أن الجانب الفلسطيني خاض مفاوضات شرسة مع الإسرائيليين وتمسك بضرورة إطلاق الأسرى من أبناء القدس وأبناء 48 فلسطينيي الداخل لأن إسرائيل تعتبر هؤلاء أسرى إسرائيليين يتمتعون بالجنسية الإسرائيلية، وبالتالي ليس من حق «حماس» أن تطالب بإطلاقهم. ولفتت إلى أن الصفقة تضمنت تقليص أعداد الأسرى الذين سيتم إبعادهم إلى الخارج، لافتة إلى أنه تم الحصول على موافقة جميع الأسرى الذين سيتم إبعادهم. ورأت المصادر أن انضمام رئيس «شاباك» يورام كوهين إلى الطاقم الإسرائيلي في جولة المفاوضات الأخيرة هو الذي حسم الموقف من الجانب الإسرائيلي. يذكر أن الفريق الفلسطيني كان يقوده الجعبري ويضم كلاً من أعضاء المكتب السياسي في «حماس» صالح العاروري ونزار عوض الله وعضو المجلس العسكري في «كتائب القسام» مروان عيسى. في سياق آخر، وصل عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد إلى القاهرة امس لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين. وأعلن الأحمد لإذاعة «صوت فلسطين» عن لقاء مع مشعل ونائبه موسى أبو مرزوق مساء الأربعاء في القاهرة بدعوة من القيادة المصرية، مضيفاً أنه «سيطلع على تفاصيل صفقة التبادل التي قال إن ملامحها كانت معروفة لدينا، إضافة إلى البحث في ملف تنفيذ بنود المصالحة في أقرب وقت». وأوضح أن هذا اللقاء «كان يجب أن يكون قبل ذلك، لكن تصريحات بعض القياديين من حماس والناطقين باسمها في قطاع غزة السلبية أثرت في تحديد أي موعد». وعن صفقة التبادل، قال إن «العائق أمام أي تقدم في العملية السياسية زال وتخلصنا منه»، موضحاً أن «غالبية الدول الأجنبية كانت تضغط على القيادة الفلسطينية باستخدام ملف شاليت في كل محفل خاص».