قبل أن يجف الدمع على قتيلتي حريق مجمع مدارس البنات في جدة أول من أمس، انهمر شلال من الدموع أمس على وفاة 12 طالبة جامعية قرب حائل في حادثة سير لقي فيها معلم وابنته مصرعهما. وفتحت الحادثة المفجعة من جديد ملف مسلسل حوادث المعلمات والطالبات، مثلما أدى حادث حريق جدة المفجع أول من أمس إلى فتح باب التساؤلات حول إجراءات السلامة وتدريب الطالبات ومعلماتهن على نقاط التجمع وسبل الإخلاء والحماية من الحوادث في مدارسهن. وتراوح أعمار طالبات جامعة حائل اللاتي رحلن صباح أمس بين 19 و21 عاماً. راجع ص5 وطالب أمير منطقة حائل الأمير سعود بن عبدالمحسن لجنة شكلها أمس لتقصي الحقائق في الحادثة بالعمل على إيجاد حلول شاملة لمشكلات النقل والطرق. وشهد اليوم نفسه وفاة طالب جامعي في حادثة انقلاب سيارة على طريق حائل ? بقعاء. وذكر المتحدث باسم شرطة منطقة حائل العقيد عبدالعزيز الزنيدي، في بيان، أن حادثة الطالبات الجامعيات وقعت حين اصطدمت حافلتهن التي يقودها سعودي كانت شقيقته ضمن المتوفيات بسيارة يقودها سعودي ترافقه ابنته التي راحت ضحية التصادم. وقال إن الحادثة أدت إلى وفاة 11 طالبة وسائقي السيارتين، وإصابة اثنتين بجروح خطرة توفيت إحداهما بعد خمس ساعات من نقلها إلى المستشفى، فيما ذكرت مصادر طبية أن الجريحة الثانية في حال مستقرة، وأنها تعاني كسوراً ورضوضاً. وكانت الحافلة المنكوبة تقل طالبات من قرى الحليفة السفلى والحليفة العليا والحليفة ومرحب التي تبعد 200 كيلومتر جنوبحائل. ووقعت الحادثة قرب قرية مريفق على بعد نحو 20 كيلومتراً من حائل. وعم الحزن منطقة حائل، حيث اكتظت المشافي التي نقلت إليها الجثامين والطالبة المصابة بجموع غفيرة من الأهالي الذين صلوا على جثامين السائقين وثلاث متوفيات بعد صلاة العصر، وصلوا بعد المغرب على جثامين بقية المتوفيات، وشيّع مئات الأشخاص والأقارب الجثامين إلى مقبرة"صديان". واتضح أن الطالبات الراحلات بدأن رحلتهن المشؤومة نحو الثالثة فجر أمس ليقطعن مسافة تقدر ب200 كيلومتر للوصول إلى محاضراتهن في موعدها. وحذر مراقبون من أن أكثر من 1200 طالبة يقمن بهذه الرحلة الطويلة المحفوفة بالمخاطر كل يوم للحاق بدروسهم في جامعة حائل. وقال الأمير سعود بن عبدالمحسن أمس إن الأمر يتطلب التعجيل بخطوات إنشاء فروع لجامعة حائل في محافظات المنطقة ومدنها.