كانت عبارة:"راجع بريدة"مقبولة ومبررة قبل 30 عاماً، أما وبعد تطور الاتصالات وتكاثر السكان وتوفر الخدمات التي تضطلع بها الدولة، فيفترض ألا يسمعها أحد من سكان الرس. إذ أن سكان المحافظة والقرى التابعة لها يتجاوزون ال135 ألف نسمة. وساستعرض على عجالة بعض المتطلبات التي تورق أهالي المحافظة، وفي مقدمها الحال المزرية لمستشفى الرس، خصوصاً قسم الطوارئ الذي لم يتطور على رغم كثرة المراجعين، ولا أدل على ذلك من وصول عدد المراجعين إلى ألف مريض في الليلة في بعض الأيام، ومنها يومي الاربعاء والخميس بتاريخ 13و14/12/1432ه. الغريب في الأمر أنه لا يوجد في القسم سوى طبيب واحد، ولطلب الاختصاصي فإن على المريض الانتظار نحو ساعة أو أكثر، بينما لا يوجد سوى ثماني ممرضات. الجميع متكدس ومرهق بما فيهم الطبيب الوحيد، السليم والمريض يجلسون في جو موبوء ومكان ضيق جنباً إلى جنب وكأنهم في حافلة صغيرة، ناهيك عن الوضع المتردي للتجهيزات الطبية ودورات المياه علاوة على طابور المرضى الذين ينتظرون بالساعات، وحين يأتي دور الواحد منهم يجد نفسه أمام طبيب مرهق يحتاج هو إلى المساعدة. كتب أبناء المحافظة الكثير والكثير من الخطابات واستنجدوا بالمسؤولين في وزارة الصحة لتطوير الوضع، ولكن من دون جدوى، تخيلوا أن المستشفى القديم في الرس تحول إلى ملاذ للكلاب والقطط، مع أنه مجهز من الناحية الإنشائية، بل إن المسجد ودورات المياه أغلقت بتوجيهات من إدارة صحة القصيم، يحدث ذلك على رغم أن المستشفى يقع على طريق عام وداخل حي سكني، ولا أنسى مستشفى النساء والولادة الذي نسمع به منذ نحو أربعة أعوام. حقيقة لا أعلم ما الذي يمنع إقرار تجهيز مستشفى النساء والولادة؟ وما المانع من زيادة الطاقة الطبية لمستشفى الرس وتخصيص مقر طوارئ في أحد المستوصفات في شكل دائم طيلة أيام الأسبوع وتجهيزه بما يلزم من طبيب عام وطبيب أطفال وأقسام للإشاعة والتحاليل وما إلى ذلك، خصوصاً أن تجهيز المستشفى الجديد سيتطلب سنوات. من جهة أخرى، ينتظر أبناء المحافظة إنشاء فرع للجوازات في الرس، فالواقع الحالي هو أنه عند كل إصدار جواز سفر أو تجديده لا بد من قطع مسافة 190 كيلو متر وتحديداً إلى بريدة، ولا شك أن استمرار الوضع ليس مقبولاً، وينسحب ذلك على صندوق التنمية العقاري وإصدار التأشيرات للعمالة المنزلية والسائقين. عصام الغفيلي - الرس