ذكرت بعض التقارير عن وجود دراسة داخل أروقة الرئاسة العامة لرعاية الشباب للسماح للعوائل بدخول الملاعب ابتداء من الموسم المقبل وذلك في الإستادات الرئيسية في الرياضوجدة والدمام كبداية أولى. والدراسة إن صحت فهي خطوة استباقية لوضع أرى أنه لا مفر منه سواء تم ذلك ابتداء من السنة القادمة أم بعد خمسين عاماً فمن خلال قراءة غير مستفيضة للتغير المجتمعي فإن استقراء بسيطاً للمستقبل سيؤدي إلى تصور بأن المرأة ستجلس لا محالة على مقاعد المتفرجين ذات يوم، تماماً كما تجلس الآن في ركنها الخاص في الأمسيات الشعرية فلا فرق لدي شخصياً بين الحالتين. وذلك لا يعني أن الفكرة سهلة التطبيق، فلو دخلت فعلياً في حيز التنفيذ فإنها أولاً وقبل كل شيء ستفتح جبهات كبيرة من المعارضين وسيجد الاتحاد السعودي نفسه في موقف صعب وأمام هجمات شرسة فلذلك أرجو قراءة بعض من المقترحات فلعل فيها المفيد. إن فكرة ذهاب المرأة مع زوجها وأولادها أو مع صديقاتها أو بمفردها مع سائق خاص على أن يتم الافتراق بينهم عند بوابة النساء ومن ثم استقبالها مرة أخرى بعد المباراة وعلى طريقة المدارس وقصور الأفراح هي فكرة ساذجة وسيكون لها عواقب وخيمة فالعدد ضخم وبوابات الملاعب تعج بالفوضى وهستريا الجماهير الفائزة والخاسرة معاً فلذلك لا مناص من شركات خاصة تستقبل المشجعات قبل المباراة في مناطق معينة كالمولات مثلاً وتتم عملية الانتقال إلى الملعب عبر الباصات ووسط حراسات أمنية مشددة على أن تتم عملية الخروج بالطريقة نفسها وذلك بالعودة إلى ذات المكان الذي تجمعن فيه منذ البداية. ثانياً: الإخراج التلفزيوني ووسائل الإعلام ودورهما في قتل الفكرة في مهدها إن أرادا ذلك فيكفي أن يستعرض أحد المخرجين لقطات مقربة لمشجعات من الفريق الفلاني مع صور واضحة للنساء في الصحف لتهيج المعارضين فلذلك لابد من تنسيق كامل بين الرئاسة ووزارة الإعلام على تلافي التصوير المباشر لركن العائلات في الملاعب. ولقد مررت على بعض ردود الأفعال على الخبر في الإنترنت يوم أمس وأظن أن العدد المؤيد -لاسيما من النساء -كان هو الرأي الغالب وأظن أيضاً أن الفكرة لو طبقت ستحدث مفاجأة في نسبة المتابعات لدينا لكرة القدم بخاصة في السنوات الأولى والتي ستشهد إقبالاً نسوياً أحسبه كبيراً من باب حب الاستطلاع والشغف بما هو جديد. وأما أطرف ما قرأت فأظنه من شاب مقهور كتب معلقاً: أخشى أن نذهب إلى الملعب فنجد العبارة التي تقول بأن دخول الملاعب للعوائل فقط! [email protected]