حظي المعوقون وكبار السن، الذين يعانون من عجز جسماني أو خلقي أو إدراكي، بأهمية كبرى لدى الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله ، وهو ما جسده في إنشاء"مدينة سلطان للخدمات الإنسانية"، التي افتتحت رسمياً في 30 تشرين الأول أكتوبر 2002، في شمال مدينة الرياض، بمساحة إجمالية بلغت 1.200.000 متر مربع، وبطاقة تشغيلية سعتها 400 سرير، إذ تعد إحدى ثمار"مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية"، كما باتت أكبر مركز تأهيل طبي في الشرق الأوسط، ومنارة للعمل الإنساني. وتمكنت المدينة، من تأهيل ومعالجة مئات المرضى، ورعايتهم حتى عودتهم إلى ممارسة أمورهم الحياتية بصورة طبيعية، إذ إنها تقدم للمرضى والمراجعين أفضل مستوى من الرعاية الطبية من خلال أطباء من ذوي الكفاءة العالية، والمعالجين الفيزيائيين، والممرضين، والهيئة الطبية المساعدة، كما تقدم المدينة الخدمات العلاجية والتأهيلية، والمساندة، وتقديم برامج تعليمية وعلاجية للذين في حاجة إلى متطلبات تعليمية خاصة بسبب الإعاقة البدنية والاعتلالات التنموية والمشكلات الصحية المعقدة. كما تتميز المدينة بتوفير جميع الأقسام والخدمات التي يحتاج إليها المرضى الخاضعون للتأهيل. تحوي المدينة، على مستشفى متكامل يقدم خدمات العيادات الخارجية وجراحات اليوم الواحد والجراحات الكبرى من خلال التجهيزات المتطورة والكوادر المؤهلة على أعلى المستويات. وتركز هذه المدينة على تلبية الحاجات الاستثنائية لمختلف حالات العجز والمرض، بهدف إعادة المريض إلى المجتمع بأعلى مستوى عملي. ولتلبية حاجات المرضى تشتمل المدينة، على مجموعة منظمة من الخدمات المساعدة في كل من حقلي العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل، على أيدي نخبة من اختصاصيي إعادة التأهيل والخبراء ذوي التدريب العالي. وتضم المدينة، 55 غرفة للكشف، وتشتمل على 13 تخصصاً، و8 غرف للجراحات، وغرفتي تنظير، وتضم العيادات الخارجية أيضاً مركز الجراحة النهارية ومركز علاج وجراحة الوجه والجمجمة الذي سيقوم بعلاج تشوهات الوجه والجمجمة وانشقاق الحنك، وذلك باستخدام الجراحة المجهرية وجراحة الأعصاب، وتجرى هذه الجراحات المعقدة وفقاً لأحدث الأساليب الطبية المتخصصة في هذا المجال. وتقدر الطاقة الاستيعابية للعيادات الخارجية بحوالى 265000 مراجع سنوياً، إضافة إلى إجراء حوالى 7000 جراحة سنوياً، كما يشتمل هذا المبنى أيضاً على خدمات مخبرية وصيدلية وقسم التصوير بالأشعة. وصممت داخل المدينة قاعة للمؤتمرات، تستوعب 400 شخص، وتستخدم لعقد المؤتمرات والندوات وهي مجهزة بنظام سمعي- بصري متطور، وتشتمل هذه الأنظمة أيضاً على أجهزة اتصالات فضائية واستقبال للبرامج الطبية حول العالم. كما دشنت صالة للنشاط الرياضي، تستخدم الصالة الرياضية بالدرجة الأولى للعلاج الطبيعي للمعوقين وأنشطتهم الترفيهية، بمساحة 1000 متر مربع، وتستخدم أيضاً للأنشطة الرياضية الأخرى. ويضم مبنى الإدارة، جميع الأقسام الإدارية والجهاز التشغيلي وخدمات المرضى والسجلات الطبية ومرافق تدريب ومكتبة متخصصة وتبلغ مساحة المبنى 6000 متر مربع. ويتم في الاختبار الوظيفي، تشخيص أمراض القلب، وتخطيط صدى القلب، وتخطيط القلب، وتصوير هولتر، واختبار تمارين التحمل، وتشخيص الأمراض العصبية، وتخطيط المخ، وتخطيط العضلات، ووظائف الرئة. أما في قسم العلاج التخصصي، فتشمل على وحدة المناظير، ومناظير الجهاز الهضمي، ومنظار الشعب الهوائية، والتنظير الخليوي، ووحدة غسيل الكلى. ويتم في المدينة، القيام بجراحة اليوم الواحدة وهي جراحات مختارة تحت التخدير العام أو الموضعي في بيئة آمنة، إذ يتم علاج المريض وإخراجه في اليوم نفسه. كما تشتمل المدينة على مركز متطور لتنمية الطفل، لتقديم برامج تعليمية وعلاجية متكاملة لعدد 150 طفلاً، الذين هم في حاجة إلى متطلبات تعليمية خاصة بسبب الإعاقة البدنية والاعتلالات التنموية والمشكلات الصحية المعقدة. ومن أجل جذب الموظفين للعمل والمحافظة على بقائهم تم توفير سكن في الموقع لكبار الموظفين والموظفين الأجانب القادمين من خارج السعودية، وسيتم تخصيص وحدات سكنية مكونة من طابقين لكبار الموظفين والضيوف المهنيين مثل الاستشاريين الزائرين. أما بقية الموظفين فسيتم إسكانهم في وحدات سكنية مزدوجة للمتزوجين ووحدات سكنية للرجال والنساء العزاب. ... إنشاء وتطوير عشرات برامج التأهيل الطبي متعددة الاختصاصات قامت مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية، بإنشاء وتطوير وتجديد عشرات البرامج، منها تطوير برامج التأهيل متعددة الاختصاصات، مع الأخذ في الاعتبار الحاجات الخاصة للمرضى، إضافة إلى برنامج تأهيل مبتوري الأطراف، وخدمات الأطراف الصناعية، وتقويم اعوجاج الأطراف، كما يتوافر في مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية، برنامج مكثف لعلاج الإصابات الدماغية لمرضى التنويم الداخلي، وعرض العيادات الخارجية، وأيضاً في حالات الإحالة لاستمرار العلاج المنزلي، والرعاية الصحية المنزلية، إضافة إلى برنامج تأهيل إعاقات المشي، إذ نلاحظ إعاقات المشي بين الأفراد الذين لديهم إعاقة نتيجة للسكتة الدماغية، أو جراحة في العمود الفقري، أو تصلب شديد أو داء باركنسون، وفي الوقت الحاضر تتوافر عدة اتجاهات علاجية لمواجهة إعاقات المشي، وهي تمثل مستوى متقدماً للتأهيل العصبي المقدم، من خلال"مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية". ويقوم الفريق الجراحي الطبي بعمليات طبية تأهيلية وتعليمية للمرضى المصابين بتشوهات عظمية، والخلل الوظيفي جراء الرقود لفترات طويلة، أو زراعة الأعضاء، أو جراحات الظهر المتتالية. كما أن لدى المدينة فلسفة في تأهيل الأطفال تقوم على زيادة قدرة الطفل على العيش في بيئته الطبيعية، كما تقوم بتزويد الآباء والقائمين على الرعاية للطفولة بالمهارات اللازمة، لزيادة قدرات الطفل بعد خروجه من المستشفى. أما برنامج تأهيل إصابات العمود الفقري، فهو يركز على تأهيل الأفراد الذين يعانون من الاختلال الوظيفي في العمود الفقري نتيجة للإصابة أو أمراض العامود الفقري، والذين يعانون من شلل جزئي أو كلي في الأذرع أو الأرجل. وفي ما يخص برنامج تأهيل السكتة الدماغية، فانه يعتبر من البرامج القائمة على إعادة الوعي والقائمة على الإسراع، وإتاحة أكبر فرصة بعلاج السكتة الدماغية، من خلال معالجة الإعاقات الناجمة عن السكتة الدماغية، وإعادة المريض الذي يتم إنقاذه من الإصابة، وإعادة قيامه عند استكمال علاجه بما تقتضيه الحياة الاجتماعية. وفي برنامج التأهيل العلاجي الدوائي، وممارسة رياضة الكراسي الطبية، يقوم الطبيب المعالج بتقويم حال المريض، للتعرف على قدرات المريض في الأنشطة الاجتماعية والثقافية، ووقت الفراغ لمعاونته في هذا البرنامج التأهيلي العلاجي. أما في برنامج الإحالة لاستكمال العلاج المنزلي، فان هذا البرنامج يتغلب على الفجوة بين البنية المتقدمة والخدمات المتكاملة التي تقدم لمرضى التنويم الداخلي في حال خروج المريض لإتمام العلاج في المنزل على أساس الخدمات التي تقدم لمرضى العيادات الخارجية. وبعد الانتهاء من العلاج والتمارين اليومية، يعود المريض إلى المنزل الموجود في المدينة والذي اعد خصيصاً، كي يستطيع المريض أن يطبق جميع ما تعلمه في بيئة تشبه بيئته الطبيعية، وذلك كي يتمكن من متابعة حياته من دون الحاجة لأي مساعدة. وعملت المدينة على توفير برنامج التأهيل المهني، الذي يؤدي خدمات تقويم وتقويم الإعاقة للمريض على مستوى المدرسة أو الوظيفة، ومعاونة المريض ليعود لنشاطه الإنتاجي في المنزل أو العمل أو المدرسة. كما توفر مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية خدمات الرعاية الصحية الخارجية، لمساندة حاجات كل مريض وفقاً للجوانب الطبية والجراحية التي يتم إجراؤها له ومن ضمن الخدمات التي تقدم ما يأتي، التخدير والعناية المركزة، وطب وجراحة العظام واستبدال مفاصل الركبة والحوض، وطب الأطفال ورعاية المراهقين، وعلاج قدم المصاب بالسكري، والأمراض الجلدية، وقسم الطوارئ، وقسم الأنف والأذن والحنجرة، وقسم الغدد الصماء، وجراحة العمود الفقري، وأمراض الدم، وقسم الغدد الصماء، وجراحة العمود الفقري وأمراض الدم، والأمراض المعدية والطب الباطني، وأمراض الكلى، وأمراض الأعصاب، وطب العيون، وإدارة الألم، والطب الطبيعي وإعادة التأهيل، والأمراض الصدرية والطب النفسي، والأمراض الروماتزمية، وقسم علاج الأقدام.