تحتفي المملكة في عهدها الزاهر، عهد ملك الإنسانية الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، بيومها الوطني بمناسبة توحيد هذا الكيان الكبير على يد المغفور له بإذن الله تعالى أسد الجزيرة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، رحمه الله، بعدما كانت إمارات ومشايخ، إذ كانت الفوضى وعدم الأمن يسودان جزيرتنا العربية، كما أن التناحر بين القبائل وصل إلى ذروته، حتى أن الحاج المقبل من خارج الجزيرة كان يتعرض لدفع إتاوة لبقائه حياً، وببزوغ فجر التوحيد تحت راية التوحيد أراد المولى في هذه البلاد خيراً بأن بعث فيها شاباً مؤمناً بدينه وبعقيدته فحرر الرياض ثم حرر بعد ذلك المناطق المختلفة من ممكلتنا شاسعة الأطراف، وبالمنطق والعقلانية تمكن من توحيد أطراف هذا الكيان وتقريب وجهات نظر القبائل، بحيث انصهر الجميع في بوتقةٍ واحدة التي ناضل من أجلها المغفور له الملك المؤسس قرابة 36 عاماً من الكفاح والنضال لرأب الصدع وتقريب وجهات النظر إلى أن قيض الله له إنشاء هذه المملكة التي أراد مواطنوها أن تسمى باسم المملكة العربية السعودية. وها نحن اليوم نتفيأ ظلالها ونعيش في أمنٍ وأمان بعد أن سار أبناء الملك المؤسس الملوك: سعود وفيصل وخالد وفهد، رحمهم الله جميعاً، على خطى التوحيد، لننعم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بالرخاء والاستقرار، فمنذ اعتلائه سدة الحكم، إذ الخير يتدفق على هذه المملكة، وبدلاً من أن يكتفي بذلك، إذا به يسعى لتقديم المزيد من الدعمين المالي والمادي للمشاريع الجبارة سعياً منه للانتقال بالمملكة إلى القرن ال"22"، إذ إنه لا يكتفي بأن ننتقل إلى القرن ال"21"وحسب، ونرى خير مثال على ذلك تشييد"11"مدينة صناعية اقتصادية في أركان المملكة وبناء الجسر البري ليربط أطراف المملكة بأحدث ما وصل إليه من صناعة السكك الحديدية العالمية واستخراج كنوز الأرض من بوكسايل وفوسفات وألمونيوم وحديد وذهب وفضة، وإنشاء مصانع بيتر وكيماوية حتى لا يكون هناك اعتماد على البترول فقط، وبنظرته الثاقبة أمر بأن تسارع الخطى في إيجاد الطاقة البديلة حتى لا يستهلك البترول في باطن الأرض لي يكون داعماً لأجيالنا المقبلة. أما من الناحية السياسية فإن السياسة الحكيمة التي تتبعها حكومتنا الرشيدة، ومن أهم شعاراتها عدم التدخل في شؤون الغير والسعي الدؤوب ما بين الأطراف المتناحرة لإيجاد حلول سلمية، أكسب المملكة تقدير واحترام دول العالم قاطبةً، ومن موقعي كسفيرٍ لخادم الحرمين الشريفين في ألمانيا أتلمس في كل اجتماعٍ لي مع المسؤولين الألمان التقدير والاحترام بل والاعتزاز بخادم الحرمين الشريفين وسياسته الحكيمة، وليس بسرٍ في أن أقول إن دولة المستشارة الدكتورة أنغيلا ميركل معجبةٌ بالسياسة الحكيمة التي يتبعها، كما أن وزير الخارجية الألماني يقول إنه تلميذ في مدرسة وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل لثقافته العالية وخبرته السياسية الواسعة. إن الرخاء والأمن والأمان والخير الوفير الذي ننعم به في ظل هذا الكيان الكبير يتوجب علينا أن نشكر الله ونحمده آناء الليل وأطراف النهار، ليس بالقول فحسب بل وبالعمل الدؤوب، علينا أن نشمر عن سواعدنا، وأن نبذل قصارى جهدنا، كلٌ في مجال عمله، التلميذ في المدرسة، والطالب في الجامعة، والجندي في مساره، والموظف في مكتبه، علينا أن نقف كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً لنحمي هذا الكيان الكبير، فهنيئاً لنا بمملكتنا الحبيبة، وكل عام ووطننا الغالي إن شاء الله بألف خير. أسامة بن عبدالمجيد شبكشي سفير المملكة العربية السعودية لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية