تحتفي المملكة في عهد الملك عبد الله بن عبدالعزيز بيومها الوطني، وتستعيد ذكرى توحيد هذا الكيان الكبير على يد المغفور له بإذن الله تعالى أسد الجزيرة الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود -رحمه الله- بعدما أن كانت إماراتٌ ومشايخ، وحيث كانت الفوضى وعدم الأمن يسودان جزيرتنا العربية، كما أن التناحر بين القبائل وصل إلى ذروته حتى أن الحاج القادم من خارج الجزيرة كان يتعرض لدفع أتاواه لبقائه حياً، وببزوغ فجر التوحيد تحت راية التوحيد أراد المولى في هذه البلاد خيراً بأن بعث فيها شابٌ مؤمنٌ بدينه وبعقيدته فحرر الرياض، ثم حرر بقية المناطق المختلفة في مملكة شاسعة الأطراف، وبالمنطق والعقل تمكّن من توحيد أطراف هذا الكيان وتقريب وجهات نظر القبائل، بحيث انصهر الجميع في بوتقةٍ واحدة والتي ناضل من أجلها المغفور له الملك المؤسس قرابة 32 سنة من الكفاح والنضال لرأب الصدع وتقريب وجهة النظر إلى أن قيض الله له إنشاء هذه المملكة التي أراد مواطنوها أن تسمى باسم المملكة العربية السعودية. وها نحن اليوم نتفيأ ظلالها ونعيش في أمنٍ وأمان بعدما أن سار أبناء الملك المؤسس كلٌ من الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد -رحمهم الله جميعاً- على خطى التوحيد لننعم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه- بالرخاء والاستقرار فمنذ اعتلائه -حفظه الله- سدة الحكم إذ بالخير يتدفق على هذه المملكة وبدلاً من أن يكتفي بذلك إذ به يسعى لتقديم المزيد من الدعم المالي والمادي للمشاريع الجبارة سعياً منه للانتقال بالمملكة إلى القرن الثاني والعشرين، حيث إنه -حفظه الله- لا يكتفي بأن ننتقل إلى القرن الحادي والعشرين وحسب ونرى خير مثال على ذلك تشييد إحدى عشرة مدينة صناعية اقتصادية في أركان المملكة وبناء الجسر البري ليربط أطراف المملكة بأحدث ما وصل إليه من صناعة السكك الحديدية العالمية واستخراج كنوز الأرض من بوكسايل وفوسفات وألمونيوم وحديد وذهب وفضة وإنشاء مصانع بيتروكيماوية حتى لا يكون هنالك اعتماد على البترول فقط وبنظرته الثاقبة يحفظه الله أمر بأن تسارع الخطى في إيجاد الطاقة البديلة حتى لا يستهلك البترول في باطن الأرض وليكون داعماً لأجيالنا القادمة. أما من الناحية السياسية فإن السياسة الحكيمة التي تتبعها حكومتنا الرشيدة ومن أهم شعاراتها عدم التدخل في شئون الغير والسعي الدؤوب ما بين الأطراف المتناحرة لإيجاد حلول سلمية أكسب المملكة تقدير واحترام دول العالم قاطبةً ومن موقعي كسفيرٍ لخادم الحرمين الشريفين في ألمانيا أتلمس في كل اجتماعٍ لي مع المسئولين الألمان التقدير والاحترام بل والاعتزاز بخادم الحرمين الشريفين وسياسته الحكيمة وليس بسرٍ في أن أقول بأن دولة المستشارة الدكتورة أنجيلا ميركل معجبةٌ بالسياسة الحكيمة التي يتبعها -حفظه الله ورعاه- كما أن معالي وزير الخارجية الألماني يقول إنه تلميذ في مدرسة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية -حفظه الله- لثقافته العالية وخبرته السياسية الواسعة. إن الرخاء والأمن والأمان والخير الوفير الذي ننعم به في ظل هذا الكيان الكبير يتوجب علينا أن نشكر الله ونحمده آناء الليل وأطراف النهار ليس بالقول فحسب بل وبالعمل الدؤوب علينا أن نشمر عن سواعدنا وأن نبذل قصارى جهدنا كلٌ في مجال عمله التلميذ في المدرسة والطالب في الجامعة والجندي في مساره والموظف في مكتبه علينا أن نقف كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً لنحمي هذا الكيان الكبير فهنيئاً لنا بمملكتنا الحبيبة وكل عام ووطننا الغالي -إن شاء الله- بألف خير. * سفير المملكة العربية السعودية لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية