ما يحدث الآن في تونس ومصر ولبنان وغيرها، أمر يجب التوقف عنده لدرسه والبحث في الأسباب وراء ذلك وإيجاد الحلول لها، أعتقد أن أيادي خفية خارجية هي التي تُحرك تلك المظاهرات التي تجتاح عدداً من البلاد العربية، فمنذ فترة والحوادث الإجرامية والانتحارية - التي سبقت تلك التظاهرات - تجري ويذهب ضحيتها أبرياء لا ذنب لهم، يقوم المتربصون إلى اتهام المسلمين بارتكاب هذه الجرائم، ولكن من يكون هؤلاء المتربصون الذين يحاولون بث سمومهم في جسد الشعوب الإسلامية، وإحداث فتنة طائفية، فبالتأكيد لن يفلحوا في نشر سمومهم لدى كل الناس لكل الوقت، وهؤلاء المستغلون والمتربصون لتلك النوعية من الحوادث والتظاهرات الشعبية يهدفون لتحقيق مصالح شخصية على حساب مصالح الشعوب، ومع الأسف، هؤلاء المتربصون من الممكن أن يكونوا من أبناء البلد الذي تقع فيه تلك المظاهرات والحوادث، فهؤلاء هم من المهاجرين لأوطانهم منذ عشرات السنين وانقطعت علاقاتهم ببلدهم، والبعض منهم حصل على جنسيات أجنبية، وعلى رغم ذلك لم يتركوا شعوبهم تعيش في أمن وسلامة مع بعضهم البعض، ينتهزون أي حادثة بسيطة كانت أم كبيرة للظهور بالإعلام الغربي، وادعاء أن هناك فتنة طائفية في بعض الدول العربية، وذلك حتى تقوم الدول الغربية بالتدخل في الشؤون الداخلية لنصرة تلك الفئة التي تريد الحصول على أعلى المكاسب المعنوية والإعلامية والوصول إلى تحقيق أغراضهم ومكاسبهم. يجب على الحكومة المصرية وكذلك الحكومات العربية كافة محاولة تحقيق العدالة الاجتماعية لشعوبهم، فيجب عدم إعلاء فئة على أخرى، ومحاربة الغلاء وخفض الأسعار، وتوفير فرص عمل للشباب، ويجب أن يكون التعيين بالوظائف، سواء الحكومية أم الخاصة، على اعتبار المستوى العلمي والخبرة والكفاءة لا على المحسوبية والواسطة، حتى نقضي على البطالة، مع أن الإسلام لم يحثنا على التظاهر، بل نادى بالمساواة بين الناس جميعاً، في مناحي الحياة كافة، لا يفرقهم سوى العمل الصالح. فرفقاً بالشعوب العربية كافة، فالبلاد العربية لم تعد تحتمل أي فتن أو انقسامات أو تظاهرات من شأنها أن تعمل على تفتيت الأمم وعدم استقرارها... والكاسب الوحيد مما يحدث الآن في مصر وغيرها هم المتربصون بها. أحمد محمد الحسيني - الدمام [email protected]