حالة الاستقرار التى شهدتها المملكة أمس ، كانت رسالة بليغة وعظيمة لأصحاب الأجندات والمآرب بأن بلد الله الحرام ليست ككل البلاد ، فهى قبلة المسلمين التى حفظها وعصمها الله .. كان مثيرأً ومدهشاً أن يتبادل المواطنون السعوديون رسائل التهنئة على الجوال وعبر الفيسبوك وكأن البلاد نجت من طوفان .. ولكنه فى الحقيقة لم يكن طوفانا بل فتنة كفى الله البلاد شرها ،فقد أنتصرت طبيعة الشعب السعودي التي لم تألف ثقافة التظاهر والفوضى أو الاعتراضات الجماعية، إضافة إلى تشكيك السواد الأعظم من السعوديين بأهداف تلك التظاهرات، ورأو أن بعض وسائل الإعلام الخارجية المحسوبة على دول حاسدة تعمل على تضخيمها، وهو ما جعلها وفق منظورهم تحمل طابعًا طائفيًا , فكان حديث وسائل الإعلام العالمية من أبرزها وكالة “أسوشيتد برس ورويترز مساء أمس هو نجاح ا الشعب لسعودي في رفضه لتلك الدعوات , فخرجت الأجندة الفاسدة لتحاول مرة أمس إنقاذ ” طنين حنين ” ب ممكن بعد الجمعة .. بعد العصر .. بعد العشاء .. وفي ننهاية فشلهم أكدوا أن الموعد لم يكن مناسباً , وهو في الحقيقية لن ينجح مع شعب ولائه للدين ثم للقيادة . * الدعوة للفتنة تتحطم على صخرة بيان العلماء والتفاف الشعب حول قائدهم الهدوء الذى ساد أمس الجمعة جميع أنحاء البلاد رغم دعوات التظاهر التى أطلقها البعض فى جميع البلاد كان نجاحا لملحمة شاركت فيها جهات عدة أهمها على الإطلاق هم العلماء الذين فكان لبيان هيئة العلماء بشأن التظاهرات مفعول كبير بعد أن بينوا فى بيانهم الذى أصدروه قبل هذه الدعوات للتظاهر بما أنعم الله به على أهل هذه البلاد باجتماعهم حول قادتهم على هدي الكتاب والسنة ، لا يفرق بينهم ، أو يشتت أمرهم تيارات وافدة ، أو أحزاب لها منطلقاتها المتغايرة امتثالاً لقوله سبحانه : (( منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين ، من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون )) الروم :31-32 . كما أوضحوا للناس كافة أن المملكة حافظت على هذه الهوية الإسلامية فمع تقدمها وتطورها ، وأخذها بالأسباب الدنيوية المباحة ، فإنها لم ولن تسمح – بحول الله وقدرته – بأفكار وافدة من الغرب أو الشرق تنتقص من هذه الهوية أو تفرق هذه الجماعة وإن من نعم الله عز وجل على أهل هذه البلاد حكاماً ومحكومين أن شرفهم بخدمة الحرمين الشريفين – اللذين وله الحمد والفضل سبحانه – ينالان الرعاية التامة من حكومة المملكة العربية السعودية و نالت المملكة بهذه الخدمة مزية خاصة في العالم الإسلامي ، فهي قبلة المسلمين وبلاد الحرمين ، والمسلمون يؤمونها من كل حدب وصوب في موسم الحج حجاجاً وعلى مدار العام عماراً وزواراً . كما بينت الهيئة لأصحاب تلك الدعوات والمواطنين أن للإصلاح والنصيحة أسلوبها الشرعي الذي يجلب المصلحة ويدرأ المفسدة ، وليس بإصدار بيانات فيها تهويل وإثارة فتن وأخذ التواقيع عليها ، لمخالفة ذلك ما أمر الله عز وجل مشيرة إلى أن المملكة العربية السعودية قائمة على الكتاب والسنة والبيعة ولزوم الجماعة والطاعة لذا فإن الإصلاح والنصيحة فيها لا تكون بالمظاهرات والوسائل والأساليب التي تثير الفتن وتفرق الجماعة ، وهذا ما قرره علماء هذه البلاد قديماً وحديثاً من تحريمها ، والتحذير منها . كما أكدت الهيئة بكل وضوح على حرمة المظاهرات في هذه البلاد ، فإن الأسلوب الشرعي الذي يحقق المصلحة ، ولا يكون معه مفسدة ، هو المناصحة وهي التي سنها النبي صلى الله عليه وسلم ، وسار عليها صحابته الكرام وأتباعهم بإحسان . ، وحضت على أهمية اضطلاع الجهات الشرعية والرقابية والتنفيذية بواجبها كما قضت بذلك أنظمة الدولة وتوجيهات ولاة أمرها ومحاسبة كل مقصر. * ثورة الشباب السعودى على الفيسبوك فى مواجهة ضرب الاستقرار عندما فوجئ السعوديون بهذه الدعوات أفجعهم أن تتحول بلاد الله الحرام إلى جذوة من الفتنة تدمر كل ما حولها فأسس مئات الآلاف من السعوديين صفحات مضادة على موقع فيسبوك أعلنوا فيها وقوفهم ضد هذه التظاهرات وبلغ عدد أعضائها نحو مئات الآلاف ، أكدت غالبيتهم اتجاههم الوطني للإصلاح السياسي والاقتصادي ومعالجة الفساد وفق مراحل هادئة لا تضرّ بوحدة المملكة ، كما كان تدخل المنشق السعودي الدكتور محمد الفقيه، الذي لا يتمتع بسمعة حسنة لدي السعوديين، دورا ً كبيراً فى جعل الكثيرين ينأون بأنفسهم عن التظاهر أو حتى تأييد تلك التحركات من السعوديين بأهداف تلك التظاهرات، وأن بعض وسائل الإعلام الخارجية المحسوبة على إيران تعمل على تضخيمها، وهو ما جعلها وفق منظورهم تحمل طابعًا طائفيًا . * تحذيرات وزارة الداخلية من محاولات إخلال النظام رسالة وزارة الداخلية كانت معبرة ودقيقة فى توصيل المعانى الحقيقية للأمن والأمان فى البلاد فقد أصدرت بياناً حذرت فيه من القيام بمظاهرات او مسيرات أو اعتصامات وأكدت أنها مخولة نظاماً باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة بشأن كل من يحاول الإخلال بالنظام بأية صورة كانت وأوضحت فيه أن الأنظمة المعمول بها في المملكة تمنع منعاً باتاً كافة أنواع المظاهرات والمسيرات والاعتصامات والدعوة لها وذلك لتعارضها مع مبادئ الشريعة الإسلامية وقيم وأعراف المجتمع السعودي ولما يترتب عليه من إخلال بالنظام العام وإضرار بالمصالح العامة والخاصة والتعدي على حقوق الآخرين وما ينشأ عن ذلك من إشاعة الفوضى التي تؤدي إلى سفك الدماء وانتهاك الأعراض وسلب الأموال والتعرض للممتلكات العامة والخاصة . وأشارت إلى أن القيم السائدة في المجتمع المحكوم بشرع الله وسنة رسوله وسائل مشروعة للتعبير وأبوابه مفتوحة تكفل التواصل على كافة المستويات في كل ما من شأنه تحقيق الصالح العام فإن قوات الأمن مخولة نظاماً باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة بشأن كل من يحاول الإخلال بالنظام بأية صورة كانت وتطبيق الأنظمة بحقه . كل فئات المملكة شاركت فى ملحمة الاستقرار التى أنعم الله بها اليوم على المملكة لتكون أبلغ رد على كل الداعين إلى ضرب استقرار قبلة المسلمين ومهد رسالة الله على الأرض .