في نهاية موسم الحج لهذا العام 1431ه، لا بد من تسليط الضوء على بعض الأمور، التي غابت عن وزارة الحج والأوقاف، إذ كنت حاجاً ضمن حملة تحتفظ"الحياة"باسمها، وتكبدت كما تكبد غيري مبلغ 10500 ريال، وهو سعر الحملة، ولم نقدمه صدقة لمصلحة الحملة، بل من أجل توفير سبل الراحة، كي نتفرغ لأداء مناسكنا، وعلى رغم الكلفة العالية للحملة، مقارنة بغيرها من الحملات، فهي غير قادرة على تقديم خدماتها، بما يتناسب وحاجات الحجاج، فهي تفتقد عنصر التنظيم، كونها تضم عدداً كبيراً من الحجاج يفوق استعدادات الحملة، والكادر التنظيمي للحملة من إداريين ومفوجين عددهم قليل، مقارنة بعدد الحجاج، إضافة إلى كونهم غير مدربين، ويفتقدون الاتصال والتواصل في ما بينهم أثناء التنقلات بين المشاعر المقدسة، ما يؤدي إلى ضياع الحجاج المشتركين في الحملة، وإرهاقهم في المشي لمسافات طويلة، خصوصاً أن غالبية الحجاج في الحملة من العائلات، ويوجد بينهم كبار سن ونساء ومقعدون، وفي يوم عرفة كانت المعاناة، إذ تم وضع الحجاج في خيمة تفتقر للتكييف، الذي كان ينقطع بين الحين والآخر، وذلك في ظل ارتفاع درجة الحرارة، إضافة إلى عدم وجود ماء أو مرطبات باردة، ما أثر في الحجاج، وأدى إلى وجود حالات إغماء بين النساء، كما أن دورات المياه الخاصة بالنساء ليست أحسن حالاً، إذ لا يوجد بها ماء، ولا تتوافر فيها خزانات الماء، خصوصاً أن مكوث الحجاج في عرفة كان من طلوع الشمس إلى غروبها، ولكم الخيال في تصور استخدام دورات مياه من دون ماء. أما في مخيمات المبيت بمنى فهي مزدحمة، نظراً لعدم استيعابها العدد الكبير جداً للحجاج، ما أدى إلى انعدام التهوية الجيدة في المكان وانعدام النظافة، خصوصاً الخميس الموافق 12/12/1431ه، الذي أصبح المخيم فيه شبه مستنقع من الماء بعد سقوط المطر، ما اتلف السجاد ومراتب النوم، وأصبحت كابلات الكهرباء داخل المخيم خطراً على الحجاج، الذين يستخدمون غلايات الماء لصنع الشاي أو القهوة، وأصبح المخيم يصعب المبيت فيه. وللعلم لم يكن في ذلك اليوم أي مسؤول يتابع أو ينظم أمر الحجاج الموجودين في المخيم، خصوصاً أن مسؤولي الحملة كانوا مع الحجاج المتعجلين الذين غادروا يوم الخميس، ولم يوجد من يتابع الوضع! وبالنسبة لباصات نقل الحجاج فعددها قليل مقارنة بعدد الحجاج الذين يتزاحمون على ركوب الباص الواحد، ومن لا يسعهم الباص عليهم الانتظار ساعات طويلة حتى وصول باص آخر، بخلاف الحملات الأخرى التي كنا نرى باصاتها تفي بأعداد حجاجها، وقريبة من مخيماتهم على عكس حملتنا. حمد سالم القريوي المري المنطقة الشرقية - الخفجي