يدخل قرار هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية وقف خدمات هواتف"بلاكبيري"حيز التنفيذ اليوم الجمعة. بيد أن محادثات وصفت بأنها"ماراثونية"أجراها في الرياض أمس الخميس مسؤولون من الشركة الكندية"ريسيرش إن موشن"الصانعة للأجهزة المذكورة مع مسؤولي هيئة الاتصالات وشركات الهاتف المتنقل الثلاث للتوصل إلى تسوية. وعلمت"الحياة"أن المساعي توصلت إلى بلورة بدائل تقنية ستتم تجربتها اليوم، وفي حال نجاحها فإن الخدمة الموقوفة قد تستأنف بعد بضع ساعات من حجبها، بانتظار مرور التجربة من دون عراقيل فنية، وبانتظار موافقة الجهات المختصة على الترتيبات المقترحة باعتبارها استيفاء ل"المتطلبات الإجرائية"التي قررت هيئة الاتصالات وقف خدمة"بلاكبيري"بموجبها. راجع ص16 وذكر مسؤول في إحدى شركات الهاتف المتنقل أن اجتماعات مسؤولي"ريسيرش إن موشن"في الرياض كانت"ماراثونية". وطبقاً لمعلومات حصلت عليها"الحياة"، فإن اتجاهاً تبلور يقضي بإقامة خادم سيرفر لاتصالات"بلاكبيري"داخل المملكة. وتم تركيب تجهيزاته التقنية، على أن يبدأ تجريبه اليوم، وفي حال نجاح التجربة واطمئنان الجهات المختصة لمستوى الأداء، فإن الخدمة الموقوفة قد تعاد إلى المستخدمين الذين يقدر عددهم بنحو 600 ? 750 ألفاً بعد ساعة أو ساعتين من وقفها. وبدا أمس أن قضية خدمة"بلاكبيري"بدأت تتخذ طابعاً سياسياً، بعدما تدخلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بقولها الخميس إن خبراء أميركيين وإماراتيين سيتباحثون في ملف خدمات"بلاكبيري"لمحاولة إيجاد حل بشأن المخاوف الأمنية التي دفعت بالإمارات والسعودية إلى تعليق استخدامه. وقالت كلينتون:"إننا نأخذ وقتاً للتشاور وتحليل جملة المصالح وكل أوجه الملف، لأننا نعي أن أسئلة أمنية مشروعة تُطرح. لكن هناك أيضاً حقاً مشروعاً في الوصول إلى المعلومات والاستخدام من دون عقبات". وأضافت:"لذلك أعتقد أننا سنجري محادثات تقنية وبين خبراء". وذكرت وكالة"فرانس برس"أن مسؤولاً في إحدى شركات الهاتف النقال الثلاث أبلغها الأربعاء، أن هيئة الاتصالات حذرتها من أنه في حال عدم انصياعها لأوامر وقف خدمة"بلاكبيري"فإنها ستواجه غرامة قدرها خمسة ملايين ريال 1.3 مليون دولار. وأضاف المسؤول أنه في حال فشل المفاوضات مع"ريسيرش إن موشن"، فإن لكل من الشركات الثلاث خططاً بديلة، من دون ذكر إيضاحات وافية. وذكرت شركة الاتصالات السعودية في بيان تلقته"الحياة"أمس، أن مفاوضات شركات الاتصالات المشغلة مع الشركة الكندية لا تزال مستمرة من أجل التوصل إلى حل عملي للأزمة. وأوضحت المصادر أنه تم تكليف شركة الاتصالات السعودية بقيادة فريق التفاوض مع الشركة الكندية باتجاه توفير الظروف الملائمة لاستمرار الخدمة، مع ضمان تلبية"المتطلبات"التي طرحتها هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات. ونسب البيان إلى مصادر أنه تسود حال من التفاؤل بالتوصل إلى نتيجة مرضية لمختلف الأطراف المعنية.