ها هو زمن الإقطاع يعود، محتضناً بين جنبيه سلطة المال والجاه والمنصب والشهرة، رافعاً رايات الفقر واللامبالاة، محطماً آمال الموهوبين والكادحين، وزارعاً شجرة انعدام الذات وفقدان الثقة، ومقللاً من شأن هذا وذاك، فمن أنت يا هذا، إن لم تكن ابن فلان أو قريب فلان؟ وكيف يسمح شخص ما، فاقد الوزن لنفسه أن يحاول ترك بصمة بين المشاهير ومن يمت لهم بصلة؟ فأبناء النجوم نجوم، وما عاداهم ليسوا سوى حشرات تتهافت قُرْبَ الأضواء، فابن المخترع مخترعاً ليس له مثيل وإن كان فاشلاً، وابن الطبيب ذائع الصيت طبيباً ماهراً وإن تسبب بقتل وتشويه مرضاه، وابن الفنان النجم نجماً يلبس التاج قبل أن يعتلي العرش. في ما مضى كان الآباء ينشدون الذرية الصالحة، ليورثوهم ما استطاعوا أخذه من الدنيا، هذا يورث العلم، وذاك الأخلاق، وغيره النسب والجاه، وآخر السلطة، أو الشهرة، والورثة كل في فلك يسبحون، ويستمر ويصل لهدفه من لديه القدرة والذكاء والموهبة والعلم، لم يكن فيتامين"أ"مطلوباً بكثرة حتى وإن كان موجوداً بوفرة، فقد كانت هناك فسحة للمجدين الكادحين، ولكن اليوم لابد للورثة من الأبناء أن يبحثوا عن آباء من ذوي الصيت الذائع، أو المال والجاه، لابد للأبناء الكادحين أن يبحثوا عن آباء يلبسون التاج، فلقد صار لدينا فيتامينات من كل الأنواع والألوان ومن لا يملك أيّ نوع من هذه الفيتامينات فليدفن نفسه حياً حتى إن كان لديه علم أو موهبة أو أخلاق. سأتوقف الآن عن الكلام غير المباح، فيا أعزائي أبناء النجوم نجوم. سهير عيد - كاتبة فلسطينية [email protected]