أبناء النجوم... نجوم ها هو زمن الإقطاع يعود، محتضناً بين جنبيه سلطة المال والجاه والمنصب والشهرة، رافعاً رايات الفقر واللامبالاة، محطماً آمال الموهوبين والكادحين، وزارعاً شجرة انعدام الذات وفقدان الثقة، ومقللاً من شأن هذا وذاك، فمن أنت يا هذا، إن لم تكن ابن فلان أو قريب فلان؟ وكيف يسمح شخص ما، فاقد الوزن لنفسه أن يحاول ترك بصمة بين المشاهير ومن يمت لهم بصلة؟ فأبناء النجوم نجوم، وما عاداهم ليسوا سوى حشرات تتهافت قُرْبَ الأضواء، فابن المخترع مخترعاً ليس له مثيل وإن كان فاشلاً، وابن الطبيب ذائع الصيت طبيباً ماهراً وإن تسبب بقتل وتشويه مرضاه، وابن الفنان النجم نجماً يلبس التاج قبل أن يعتلي العرش. في ما مضى كان الآباء ينشدون الذرية الصالحة، ليورثوهم ما استطاعوا أخذه من الدنيا، هذا يورث العلم، وذاك الأخلاق، وغيره النسب والجاه، وآخر السلطة، أو الشهرة، والورثة كل في فلك يسبحون، ويستمر ويصل لهدفه من لديه القدرة والذكاء والموهبة والعلم، لم يكن فيتامين «أ» مطلوباً بكثرة حتى وإن كان موجوداً بوفرة، فقد كانت هناك فسحة للمجدين الكادحين، ولكن اليوم لابد للورثة من الأبناء أن يبحثوا عن آباء من ذوي الصيت الذائع، أو المال والجاه، لابد للأبناء الكادحين أن يبحثوا عن آباء يلبسون التاج، فلقد صار لدينا فيتامينات من كل الأنواع والألوان ومن لا يملك أيّ نوع من هذه الفيتامينات فليدفن نفسه حياً حتى إن كان لديه علم أو موهبة أو أخلاق. سأتوقف الآن عن الكلام غير المباح، فيا أعزائي أبناء النجوم نجوم. سهير عيد - كاتبة فلسطينية [email protected] التسول والقضاء عليه في هذا الشهر الفضيل «رمضان» يكثر المتسولون في شوارع مدننا السعودية، خصوصاً في الشوارع الرئيسة، وعند إشارات المرور، يصرون بإلحاح غريب على انتزاع الريالات من جيوب المواطنين والمقيمين... أعلم أن منكم من سيقول إن بعض المتسولين فعلاً محتاجون، سأقول له بأن أكثر من 90 في المئة من المتسولين تذهب أموالهم التي جمعوها من الناس في شراء الخمر وما دون ذلك، أو يرجع مردودها لشركات متخصصة في جمع الربحية من هذه الأعمال، وأرى أن أسباب ظاهرة التسول تعود بشكل أساسي للفقر والبطالة وقلة الحال، إلا أن نظرة المجتمع للتسول تختلف من بلد لبلد، ومن شخص إلى آخر، ويرى الكثير أن اعتماد الكثير على التسول كمهنة يومية تدر دخلاً معقولاً سببه تعاطف الناس مع الاستجداء الكاذب للكثير من المتسولين. تختلف أوضاع وطرق التسول في العالم، ففي الهند مثلاً هناك مدينة للمتسولين، لها قوانينها وشريعتها وطريقة العيش فيها، في البلاد الشرقية والمسلمة منها يختار المتسولون أماكن العبادة والجوامع والأضرحة مكاناً لممارسة عملهم، وفي الدول الغربية تجد المتسولين في أنفاق المترو وقرب الساحات العامة والمتاحف يمارسون عملهم بطريقة أخرى من خلال العزف والغناء أو ربما الرسم. هناك بعض الباحثين يصورون من يعيش على المساعدات المحلية أو العالمية بالمتسولين، حتى بعض العاطلين الذي تستهويهم المعيشة على المساعدات المالية، وما أن توفر لهم فرصة عمل حتى يعزفون عنها مفضلين ربما عيشة الكفاف على مساعدات تكفيهم لتوفير خمر يومهم. ليس بالضرورة أن يكون المتسول معدوماً، فبعضهم قد امتهن التسول ويجمع منه أكثر بكثير من قوت يومه، ويقول النبي محمد عن الذي يتسول ومعه ما يكفيه من المال «إِنَّهُ مَنْ سَأَلَ وَعِنْدَهُ مَا يُغْنِيهِ فَإِنَّمَا يَسْتَكْثِرُ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا يُغْنِيهِ قَالَ مَا يُغَدِّيهِ أَوْ يُعَشِّيهِ». وعلى المسؤولين العمل على الحد هذا السلوك، وللاستدلال على ذلك موقف الفاروق عمر بن الخطاب إذا رأى متسولاً ضربه ونهاه عن هذا الفعل، وعندما وجد متسولاً بأحد الأيام سأله: لم تفعل ذلك؟ فقال له الرجل الشيبة والجزية والحاجة، فعلم أنه غير مسلم. نزار عبداللطيف بنجابي - جدة [email protected] سنوات عجاف الاقتصاد العالمي مازال في تدهور وسيستمر لمدة من الزمان، فقد تم الاعتماد في ذلك على الرؤى والمؤشرات الحقيقية وحاصل الحال الماثل للعينان، وعدم الصدق في التعافي، بالأمس القريب بلغ عدد البنوك التي أعلنت إفلاسها «101» بنك منذ بداية العام الحالي، وهذه نسبة مخيفة، كما أن بعض الدول الأوروبية بدأت تدق ناقوس الخطر، فبعد الحال السيئة التي وصل إليها اقتصاد اليونان، والإجراءات التقشفية الصعبة التي لجأت إليها بعد فشل دول اليورو في دعمها، فقد اتخذت إجراءات صارمة من إجل إيقاف هذا التدهور، وقد تبع ذلك مزيد من تدني اقتصاديات دول أخرى في أوروبا كان آخرها ايطاليا التي أعلنت حكومتها سياسات تقشفية صادق عليها البرلمان. إن العالم بأثره مُقدِم على أيام صعبة وحياة أصعب، يستحسن لنا نحن المسلمين أن نتعظ بالقرآن الكريم، ولنتدبر سورة يوسف، إذ هنالك الآية الكريمة التي وضحت أن هناك سنين عجاف، وقد نصح سيدنا يوسف الملك أن يدخروا ما يحصدونه في سنبلة لمقابلة السنين العجاف. وكأن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله أراد أن يطبق الآية الكريمة، وذلك بتوجيهاته بعدم استخراج ما تم اكتشافه من بترول ومعادن وتركها لمستقبل الأجيال المقبلة، وهذه حكمة قل أن تجدها عند إنسان، وهو بذلك يقول للعالم إننا نستعد لسنين عجاف، وآمل أن تحذو حذوه بقية دول العالم الإسلامي، خصوصاً الزراعية منها، حتى نكون مستودع غذاء العالم، وبالتالي يكون اقتصادنا قوياً. على حسن الريح - الرياض