العزاء للاتحاديين في ضياع هيبة ناديهم إن صدق الراوي وصح عنه تعرض رئيس نادي الاتحاد إبراهيم علوان للطرد من مكتبه عقب تلقيه مكالمة تهديد هاتفية. ومع أن رئيس النادي المطرود وعضو الشرف الطارد اتفقا في الرواية الرسمية على نفي الحادثة والطعن في ذمة ناقلها إلا أنني لا استبعد أن يستشيط عضو الشرف الأمير خالد بن فهد غضباً من وجود لاعب الفريق المتمرد محمد نور في مقر النادي وأن يوجه كلمات لرئيس النادي يطالبه فيها بمغادرة النادي بصحبة اللاعب، خصوصاً أن الأمير قطع عهداً على نفسه بأن تكون عودة نور الى الفريق بمثابة"حلم إبليس في الجنة"وهو ما يصف حال الاحتقان التي يعيشها الاتحاديون نحو بعضهم. ولا أعلم حقيقة إن كان من اللائق تشبيه اللاعب المشاكس بالمخلوق القانط من رحمة الله"إبليس"غير أن حال الاحتقان ربما تقود إلى ما هو أسوأ وأمر بدليل البيان"المخجل"الذي أصدرته إدارة نادي الاتحاد ضد عضو الشرف أحمد فتيحي والعبارات المستخدمة في صياغة البيان على نحو"اللغوصة"و"الهلوسة"وهي عبارات لا توازي مكانة الاتحاد وعراقته! ومع الأسف أصبحت تدخلات بعض أعضاء الشرف في شؤون الاتحاد بطريقة مباشرة أمراً يكفي لإفساد الأجواء وشحن النفوس وفتل المزيد من العقد، على اعتبار أن رئيس النادي وأعضاء مجلس إدارته يتحدثون في اجتماعاتهم وأنظارهم نحو أعضاء الشرف في انتظار القول الفصل من خارج ناديهم. ويكفي برهاناً قضية قائد الفريق محمد نور التي انتهت إلى معركة لكسر العظم بين اللاعب وبعض اعضاء الشرف ستنتهي غالباً بالتأثير على مسيرة الفريق في الموسم الحالي والتشويش على سمعة النادي، خصوصاً أن الذين تصدوا للاعب المشاكس لا يمتلكون صفة التدخل ومعاقبته، بل إن بعضهم ارتفع صوته وكثرت مداخلاته حتى تحول إلى ظاهرة صوتية من شأنها التشويش على مسيرة النادي لسنوات مقبلة!! لا نختلف على أن محمد نور أحد اللاعبين المشاكسين في تاريخ كرة القدم السعودية، وأن سجله في الانضباط والالتزام لا يوازي انجازاته، وأن هناك ثوابتاً لا يجب التنازل عنها من أجل عين نور أو غيره، ولكن في المقابل لا يجب أن يعالج العقلاء الخطأ بمثله، خصوصاً أن في نادي الاتحاد من الحكماء ما يمكنهم تجاوز كثير من المشكلات وإعادة الأمور إلى نصابها بشرط أن يفسح لهم المجال. عموماً... يبقى الاتحاد بتاريخه أكبر من حماسة البعض أو انفعالات المتشنجين مهما بلغ نفوذهم داخل النادي وخارجه، ويبقى للرئيس وأعضاء مجلس إدارته الحق في تسيير أمور ناديهم بعيداً عن التدخلات"المخجلة"التي ستقود الاتحاد حتماً إلى التراجع والعودة الى عصر الثمانينات، وتبقى قضية محمد نور أمانة في رقاب العقلاء، خصوصاً أن أسهل الحلول طرد اللاعب من النادي وهو حلّ إن لجأ إليه الاتحاديون فإنه بمثابة شهادة فشل لصاحب الرأي ومنفذه، وفي الهلال وتعامله مع بعض لاعبيه خير مثال على اعتبار أن من بين الاتحاديين من يطيب له النموذج الهلالي، ويسعى لتطبيقه على الاتحاديين! [email protected]